المذهب. وهو الذي تولى في ايام مروان تفسير كناش اهرون القس الى العربي. وحدّث أيوب بن الحكم انه كان جالسا عند ماسرجويه إذ أتاه رجل من الخوز فقال: اني بليت بداء لم يبل احد بمثله. فسأله عن دائه. فقال: أصبح وبصري مظلم عليّ وانا أصيب مثل لحس الكلاب في معدتي فلا تزال هذه حالي الى ان اطعم شيئا فإذا طعمت سكن ما أجد الى وقت انتصاف النهار. ثم يعاودني ما كنت فيه. فإذا عاودت الأكل سكن ما بي الى وقت صلاة العتمة. ثم يعاودني فلا أجد له دواء الا معاودة الأكل. فقال له ماسرجويه: على دائك هذا غضب الله. فانه أساء لنفسه الاختيار حين قرنه بسفلة مثلك ولوددت ان هذا الداء تحوّل اليّ والى صبياني فكنت اعوّضك مما نزل بك مثل نصف ما أملك. فقال له الخوزيّ: ما أفهم عنك. قال ماسرجويه: هذه صحة لا تستحقها أسأل الله نقلها عنك الى من هو احقّ بها منك.

(عبد الملك بن مروان)

بويع سنة خمس وستين بالشام. واما ابن الزبير فبعث أخاه مصعبا على العراق. فقدم البصرة وأعطاه أهلها الطاعة واستولى مصعب على العراقين. فسار اليه عبد الملك بن مروان فالتقوا بسكن [1] . وقتل مصعب واستقام العراق لعبد الملك. وكان الحجّاج بن يوسف على شرطه. فرأى عبد الملك من نفاذه وجلادته ما أعجب به ورجع الى الشام ولا همّ له دون ابن الزبير. فأتاه الحجّاج فقال:

ابعثني اليه فاني ارى في المنام كأني اقتله واسلخ جلده. فبعثه اليه. فقتله وسلخ جلده وحشاه تبنا وصلبه. وكانت فتنة ابن الزبير تسع سنين منذ موت معاوية الى ان مضت ست سنين من ولاية عبد الملك. وولي الحجاج الحجاز واليمامة. وبايع اهل مكة لعبد الملك بن مروان. وزعم قوم ان الحجاج بلاء صبّه الله على اهل العراق. ولما قدم الكوفة دخل المسجد وصعد يوما المنبر وسكت ساعة ثم نهض وقال: والله يا اهل العراق اني ارى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها واني لصاحبها. فكأني انظر الى الدماء من فوق العمائم واللحى. وفي سنة سبعين للهجرة وهي سنة ألف للإسكندر استجاش يوسطينيانوس ملك الروم على من بالشام من المسلمين. فصالحه عبد الملك على ان يؤدّي اليه كل يوم جمعة ألف دينار. وقيل كل يوم ألف دينار وفرسا ومملوكا. وفي سنة ثلث وثمانين بنى الحجّاج مدينة واسط. وفي سنة ست وثمانين توفي عبد الملك بن مروان. وكان يقول: أخاف الموت في شهر رمضان. فيه ولدت وفيه فطمت وفيه جمعت القرآن وفيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015