بدرجة المسجد حيث توقف الأسارى [1] لينظر الناس إليهم. وقتل الحسين سنة احدى وستين من الهجرة يوم عاشوراء وهو يوم الجمعة. وكان قد بلغ من السن ثمانيا وخمسين سنة. وكان يخضب بالسواد. ثم بعث يزيد بأهله وبناته الى المدينة. وللروافض في هذه القصة زيادات وتهاويل كثيرة. ولما احتضر يزيد بن معاوية بايع ابنه معاوية ومات وهو ابن ثماني وثلثين سنة. وكان ملكه ثلث سنين وثمانية أشهر.
ولما مات يزيد صار الأمر الى ولده معاوية وكان قدريّا لان عمر المقصوص كان علمه ذلك فدان به وتحققه. فلما بايعه الناس قال للمقصوص: ما ترى. قال: اما ان تعتدل او تعتزل. فخطب معاوية بن يزيد فقال: ان جدّي معاوية نازع الأمر من كان اولى به وأحق. ثم تقلده ابي. ولقد كان غير خليق به. ولا احبّ ان ألقى الله عزّ وجلّ بتبعاتكم. فشأنكم وأمركم ولّوه من شئتم. ثم نزل واغلق الباب في وجهه وتخلّى بالعبادة حتى مات بالطاعون. وكانت ولايته عشرين يوما [2] . فوثب بنو أميّة على عمر المقصوص وقالوا: أنت أفسدته وعلّمته. فطمروه ودفنوه حيّا. واما ابن الزبير فلما مات يزيد دعا الناس الى البيعة لنفسه وادّعى الخلافة فظفر بالحجاز والعراق وخراسان واليمن ومصر والشام الّا الاردنّ.
بويع بالأردن سنة اربع وستين للهجرة وهو أول من أخذ الخلافة بالسيف. وسار اليه الضحاك بن قيس فاقتتلوا بمرج راهط من غوطة دمشق.
فقتل الضحاك. وخرج سليمان بن صرد الخزاعيّ من الكوفة في اربعة آلاف من الشيعة يطلبون بدم الحسين فبعث اليه مروان بن الحكم عبيد الله بن زياد فالتقوا برأس العين فقتل سليمان وتفرق أصحابه. ومات مروان بدمشق وكانت ولايته سبعة أشهر وأياما [3] .
وبايع اهل الشام عبد الملك بن مروان.
قال ابن جلجل الاندلسي ان ماسرجويه الطبيب البصري سريانيّ اللغة يهودي