(أأكرم من ليلى عَليّ فأبتغي ... بِهِ المَال أم كنت أمرأ لَا أطيعها)
فَفتح لَهُ الْمقَام الْأَزْهَر وَقضي مِنْهُ جَمِيع الوطر وَكَانَ بعد أحيان انْتَبَهت للآغا عُيُون السُّلْطَان فزحلفوه عَن ذَلِك الْمقَام وجرعوه كؤوس الْحمام الشَّيْء بالشَّيْء يذكر
أَخْبرنِي سَيِّدي السَّيِّد المقامر غُصْن السِّيَادَة المورق وَروض الْمجد وَالْكَرم المؤنق الْحسن بن أَحْمد بن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم حماه الله أَنه أَيَّام جواره الْقبَّة النَّبَوِيَّة وإقامته بِالْمَدِينَةِ المحمية حاول الولوج إِلَى حَضْرَة جده للتملي بِتِلْكَ الْبقْعَة الطاهرة والتشفي بآثار الْغرَّة الزاهرة فَامْتنعَ ذَلِك الآغا وتعدى بِمَنْعه عَن بَيت أَبِيه وبغا قَالَ فداخلني من الإكتئاب مَا قدم وَحدث وَاشْتَدَّ بِي الكرب وَعظم على الْخطب ثمَّ أَنِّي واجهت الحضرة النَّبَوِيَّة بِكَلَام مضمونه إِن كنت من أولادك يَا أَبَت فَلَا شَيْء يحول بيني وَبَيْنك من هولآء الَّذين يَزْعمُونَ أَنهم خدمك وداخلتني مَعَ ذَلِك عِبْرَة وانكسار فَلم أشعر إِلَّا بالآغا يلاطفني فِي الْمقَال ويستدعيني إِلَى حَضْرَة الْكَمَال فبادرت بِالدُّخُولِ وقر خاطري بالمثول وأسرجت الْقَنَادِيل من أَيمن الدَّاخِل وظفرت من الْعِزّ المنيع والجاه الرفيع بطائل وَأنْشد لِسَان حَالي وَقد أسعفني سُؤَالِي
(ان يدن مني فلي فِي قربه نسب ... أويناء عني فَفِي عرنينه شمم (
ثمَّ ظهر لَهُ من بعد أَنه انْكَسَرَ أحد الْقَنَادِيل وصرخ صراخا اذن الآغا بِمَا كشف لَهُ الغطا عَمَّا صدر مِنْهُ من الْخَطَأ
(كَرَامَة لم يحزها غَيره أبدا ... وَلَا تبختر فِي أثوابها القشب)
وَفِي هَذِه الْمدَّة اسْتَقر عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بِصَنْعَاء وَتوجه إِلَيْهِ مُعظم السياسات والأوامر والنواهي فِيهَا وَفِيمَا حواليها من الْبِلَاد وضج لذَلِك الْعمَّال وَبَطل عَلَيْهِم أَكثر الْأَعْمَال لكَوْنهم يعلمُونَ مَا لَهُ من البسطة فِي الْبِلَاد وَقُوَّة الْيَد