وفيهَا مَاتَ السَّيِّد الْعَلامَة عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْحسن بن عَليّ بن دَاوُود بن الإِمَام بمحروس بندر المخا وقبر بحيس وَقيل مَاتَ مسموما وَكَانَ رَئِيسا كَامِلا وضرغاما باسلا حضر حروب صنعاء واليمن وزبيد وأبلا فِيهَا الْبلَاء الشَّديد وَأَبَان عَن شجاعة هائلة ورئاسة كَامِلَة ولاه شرف الْإِسْلَام الْحسن بن الإِمَام بعد فتح الْيمن الْأَسْفَل بِلَاد العدين فاستمر على ولايتها مدَّته وَمُدَّة الْمُؤَيد بِاللَّه وَاسْتمرّ الى مُدَّة المتَوَكل على الله ثمَّ زَاده بندر المخا وبلاد حيس وَمَا إِلَيْهَا من المخاليف فَكَانَ كَذَلِك حَتَّى مَاتَ وَكَانَ عَامل المخا قبله النَّقِيب سعيد بن ريحَان وَله شرح على كَافِيَة بن الْحَاجِب
وفيهَا أعَاد صفى الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن بن الإِمَام الْحَج إِلَى بَيت الله الْحَرَام وزار تربة النَّبِي عَلَيْهِ وعَلى آله أفضل الصَّلَاة وَالسَّلَام وَيذكر أَنَّهَا فتحت لَهُ قبَّة جده بالعناية بعد أَن تشمس عَن فتحهَا أهل الْولَايَة وَالَّذِي ذكره لي الشَّيْخ مصطفى بن فتح الله الْحَمَوِيّ عِنْد وفوده إِلَى صنعاء أَن الصفي عرض على الآغا أَن يدْخلهُ الْقبَّة المنورة ليتملى بِتِلْكَ التربة المطهرة فَامْتنعَ وتعلل بأعذار فَلَمَّا أقنعه بالاياس عدل إِلَى شَفَاعَة الأكياس فَبعث إِلَيْهِ على وَجه الْخفية بجملة من الذَّهَب الْأَحْمَر فَانْقَلَبَ طبع الطواشي وَعَاد تشمسه إِلَى التلاشي وَأنْشد مِنْهُ لِسَان الْحَال ملاطفا للصفي بقول من قَالَ
(ونبئت ليلى أرْسلت بشفاعة ... إِلَيّ فَهَلا نفس ليلى شفيعها)