ولبث فِيهِ قدر ثَلَاثَة أشهر ثمَّ عَاد إِلَى السودة وفيهَا مَاتَ القَاضِي الْعَلامَة عبد الله بن أَحْمد الجربي كَانَ عَارِفًا بالفقه مدرسا فِيهِ مفتيا بِمَدِينَة صنعاء
وفيهَا وصل من بِلَاد الحسا وَقيل من الْحجاز شرح لعقيدة الإِمَام المتَوَكل على الله الَّتِي أَنْشَأَهَا وغالبه إعتراضات
وفيهَا أَو الَّتِي قبلهَا وصل حَضْرَة الإِمَام عَالم من الْبِلَاد المصرية يُقَال لَهُ حجازي بن عَليّ الْمصْرِيّ الشَّافِعِي الْأَشْعَرِيّ فَأحْسن إِلَيْهِ وَشرح عقيدته شرحين وأهداهما للْإِمَام وفيهَا وصل إِلَى الإِمَام الشَّيْخ جَعْفَر الْوَاعِظ من عُلَمَاء الْحَنَفِيَّة الخائضين فِي علومهم الظَّاهِرِيَّة والخفية والأصلية والفرعية فَأَقَامَ عِنْده أَيَّامًا واستملى عقيدته وطالت الْمُرَاجَعَة بَينه وَبَين القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد بن صَالح ابْن أبي الرِّجَال فِي مسئلة الرَّجَاء والشفاعة واحتد طبع كل مِنْهُمَا حَتَّى أَشَارَ الإِمَام إِلَى القَاضِي بتَخْفِيف الْمقَال والقرار فِي الْجِدَال وَلما وصل الْمَذْكُور إِلَى صنعاء اتّفق بَينه وَبَين عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بحث بِتِلْكَ المسئلة بِعَينهَا
وفيهَا وَردت الْأَخْبَار إِلَى الْيمن بوفاة السُّلْطَان إِبْرَاهِيم بن أَحْمد خَان وَألقى مقاليد الْملك إِلَى ذِي الْقَهْر وَالسُّلْطَان فاتفق رَأْي الوزراء والأعيان والكبراء على أَن ينْتَصب فِي دست ملكه وَلَده السُّلْطَان مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم وَكَانَ يَوْمئِذٍ بسن الْبلُوغ لكنه ثَابت الجاش كَامِل الحزم نبيه الْقدر وَكَانَ لَهُ ثَلَاثَة أخوة يَوْمئِذٍ مُرَاد بن إِبْرَاهِيم وسليم بن إِبْرَاهِيم ضبطا تَحت قيد الترسيم وَأحمد بن إِبْرَاهِيم قَتله أَخُوهُ لأمر حدث مِنْهُ وَلما اجْتمع الْأَمر فِي يَد مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم أقبل على افتقاد ذَلِك الإقليم وجهز إِلَى طوائف الفرنج كل جَيش عَظِيم فاستفاد الممالك الفاخرة وافتتح الْبلدَانِ العامرة مِنْهَا مَدِينَة مالطة كَمَا يَأْتِي