أَن فِي الجفر اسْم مُحَمَّد بن عَليّ بحروف مقطعَة وَأَنه ذُو الدعوتين وَإِمَام البيعتين

وَفِي هَذِه الْمدَّة انْتقل الإِمَام إِلَى درب الْأَمِير بوادي أقرّ فسكن بِهِ بُرْهَة من الزَّمَان وَاسْتقر وَفِي هَذِه السّنة سَار أَحْمد بن الْحسن إِلَى أَطْرَاف بِلَاد الْجوف فتغلفل سيره فِي الرمل الأطول والكثيب الأهول وتوسط أَمَاكِن تَدور فِيهَا النواظر ويضل فِيهَا الخريت الماهر

(مهامة لم يملك الذِّئْب نَفسه ... وَلَا حملت فِيهَا الْغُرَاب قوادمه)

فَهَلَك كثير م أَتْبَاعه لشدَّة الْحر وَعدم المَاء وضل عَنْهُم صوب الطَّرِيق لَوْلَا بعض أَشْرَاف الْجوف دلهم عَلَيْهَا وَهَذِه الْأَمَاكِن مُنْقَطِعَة الأنيس ويتصل بهَا الرّبع الخلي الْمُتَّصِل بِالْبَصْرَةِ رمله كَثِيرَة الثعالبين والأحناش

وفيهَا قتل الْأَمِير مصطفى نَائِب جده من قبل الباشا الَّذِي بِمصْر وَكَانَ النَّائِب بهَا قبل ولَايَته الْأَمِير قيطاس وَذكر أَن سَبَب قَتله معارضته لأمير مَكَّة الشريف زيد بن المحسن وَأَخذه بِحِصَّة من الانتباه على الْحرم وطرد أهل الرتب وتكسير آلَات الطَّرب فَكَانَ قَتله وَهُوَ متنزه فِي بَريَّة الطَّائِف وَأنكر أمره الشريف لعلمه أَنه لَا يخفى على السلطنة خَبره وَلَا ينطمس على صَاحب مصر أَثَره وَلما احْتَاجَت جده إِلَى تَجْدِيد النَّائِب أُعِيد أليها قيطاس فأظهر بهَا النجدة والبأس وَفَوق إِلَى الشريف سِهَام التعنيف ورماه بالغدر وَعدم الْوَفَاء وَنسب إِلَيْهِ قتل الْأَمِير مصطفى ثمَّ تجهز بعد ذَلِك عَلَيْهِ وَتوجه فِي عسكره إِلَيْهِ فَالْتَقَيَا خَارج الْحرم المجرم وَاشْتَدَّ بَينهمَا الجلاد وخطرت الصعاد ولمعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015