وفيهَا نزلت بِجَامِع صنعاء الْكَبِير صَاعِقَة من آيَات القاهر الْقَدِير فَأخذت جانبا من المنارة الشرقية فِي وَسطهَا وَفتحت بَابا فِي عرضهَا ونفذت إِلَى آخر الْمُؤخر فأهلكت رجلَيْنِ كَانَا فِي الصَّلَاة وفيهَا فِي شهر ذِي الْحجَّة وَقعت زَلْزَلَة بِصَنْعَاء وَغَيرهَا {وَمَا نرسل بِالْآيَاتِ إِلَّا تخويفا}
وَدخلت سنة سبع وَخمسين وَألف وفيهَا وَفد على الإِمَام رَسُول ملك النَّصَارَى بِالْحَبَشَةِ وَكَانَ قد أرسل الى الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه عَام اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَألف وَوجه صحبته هَدِيَّة من الرَّقِيق والزباد وَسلَاح الْحَبَشَة وَضمن كِتَابيه جَمِيعًا إستدعا رَسُول من الإِمَام لإفاضة مَا فِي نَفسه من الْكَلَام فطمع الإِمَام فِي إِسْلَامه وَأنس إِلَى ظَاهر كَلَامه وأنفذ إِلَيْهِ القَاضِي الْعَلامَة الْحسن بن أَحْمد الحميمي صُحْبَة رَسُوله فوصل إِلَيْهِ بعد مشاق هائلة ومسافة طائلة وانعكس ذَلِك الأمل وَبَطل ذَلِك الْعَمَل وَلم يستفد القَاضِي غير عجايب رَوَاهَا وفزعات اشْتَمَل عَلَيْهِ مُؤَلفه واحتواها وفيهَا أَو الَّتِي تَلِيهَا أَمر مُتَوَلِّي عدن بِالْأَخْذِ على جمَاعَة من يافع وتجريعهم من الْمَوْت مَا هُوَ أَمر من السم الناقع بِضَرْب أَعْنَاقهم وإخراجهم عَن قيد الْحَيَاة بإطلاقهم لخلل وَقع فِي الطَّرِيق وَمنع للمارة وتعويق
وفيهَا مَاتَ بالظفير السَّيِّد الْعَلامَة الْحسن بن عَليّ بن صَلَاح العبالي وَكَانَ مبرزا فِي الْأَصْلَيْنِ والنحو والمنطق ترَتّب على الشَّيْخ الْعَلامَة لطف الله بن مُحَمَّد الغياث وَهُوَ صهر الإِمَام الْقَاسِم وَكَانَ مِمَّن تَأَخّر عَن بيعَة السَّيِّد صفي الدّين