(عليم رست للْعلم فِي بَحر صَدره ... جبال جبال الأَرْض فِي جنبها قف)
ذَلِك فاتح الارتاج وذروة التَّاج الْمولى أَمِير الْمُؤمنِينَ المتَوَكل على الله رب الْعَالمين إِسْمَاعِيل بن أَمِير الْمُؤمنِينَ فَعِنْدَ أَن اختصه الله بالخصائص الجليلة ودأبت الْمصلحَة فِي مُخَالفَة مثله قَليلَة وَكَانَ الله قد أَمر بالوفاق وَرغب فِيهِ وحث عَلَيْهِ وَقَالَ إِن أقِيمُوا الدّين وَلَا تتفرقوا فِيهِ كبر على الْمُشْركين مَا تدعوهم إِلَيْهِ سلمت مَا كنت تحملته من الأعباء الثَّقِيلَة تَسْلِيم رَاض لَا شُبْهَة فِيهِ وَلَا حِيلَة ووليه وَابْن الإِمَام الْمَذْكُور المتَوَكل على الله إِسْمَاعِيل إِلَى قَوْله فَليعلم من وقف على مكتوبي هَذَا مَا التزمته من أَحْكَام الطَّاعَة للْإِمَام وَأَن مَا تقدم مني من مقتضيات النّظر الَّذِي اعتقدت فِيهِ الْمُطَابقَة لمراد الْملك العلام فَإِن كنت فِي ذَلِك مُوَافقا لمراد الله فقد مضى بِمَا فِيهِ من الْأجر وَإِلَّا فَأَنا أسْتَغْفر الله وأسأله حسن الْعَاقِبَة وَإِلَيْهِ يرجع الْأَمر وَالْإِنْسَان مَحل الْخَطَأ وَالنِّسْيَان والكريم مَحل الْمُسَامحَة والغفران وَقد ألزمت نَفسِي طَريقَة الإقتصاد والتمسك بالوفاق وأوقفتها فِي حلبة السباق على قَصَبَة الْمُصَلِّين وجذبتها عَن شأو السباق إِلَى قَوْله فَعلمت بِمَا كنت جهلته قبل الدُّخُول فِيهِ وأيقنت الْخُرُوج مِنْهُ إِن الله وَله الْحَمد قد خفف عني الأصر وَاخْتَارَ لي مَا أخْتَار وَمن سبقت مِنْهُ أساة إِلَيّ وَظن أَنِّي بهَا قمين فَأَنا اسْتغْفر الله لَهُ وَهُوَ أرْحم الرَّاحِمِينَ وَجل من لَا عيب فِيهِ وَعلا عَن كل قوم ذميم وَقل مَا يسلم من الْحَسَد جَسَد
(إِلَّا لَا أُبَالِي من رماني بريبة ... إِذا كنت عِنْد الله غير مريب)
{رب أوزعني أَن أشكر نِعْمَتك الَّتِي أَنْعَمت عَليّ وعَلى وَالِدي وَأَن أعمل صَالحا ترضاه وأدخلني بِرَحْمَتك فِي عِبَادك الصَّالِحين} وَصلى الله عَلَيْهِ وَسلم حررت هَذِه الرسَالَة فِي يَوْم الْجُمُعَة من شهر جُمَادَى الأولى من سنة سِتّ وَخمسين وَألف