جرى لمصابها من كل عين غرب وَذَلِكَ أَن الْمُلُوك الحسنية بِتِلْكَ الديار تجاذبوا أهداب النزاع والشجار وكادت بحبوحة مملكتهم أَن تنهار وَجُمْهُور مملكتهم فاس فَأَما تونس وجزيرة الأندلس فَهِيَ إِلَى صَاحب الْأَبْوَاب ابْن عُثْمَان وَيُقَال أَن أنتماهم إِلَيْهِ وخلاصة مَا شجر بَينهم أَنه لما فَارق الْحَيَاة أَمِيرهمْ الشريف أَبُو عبد الله القايم بِأَمْر الله الْحُسَيْن طلع تخت مَمْلَكَته أَخُوهُ الْأَكْبَر وَملك الْقَضِيب والمنبر وَضربت برسمه السِّكَّة وَعقد عَلَيْهِ اللوآ الْأَزْهَر ثمَّ أَنه بعد ذَلِك جنح إِلَى اقتعاد مملكة الْعُلُوم واستخدام عَسَاكِر منطوقها وَالْمَفْهُوم وَلم يلبث أَن خلع خلعته هَادِم اللَّذَّات وطمع وَلَده فِي أَن تكون مَمْلَكَته من سَائِر الموروثات فرام وضع السَّيْف فِيمَن بقى من أَعْمَامه وقرطس من كنانه غدره نصال سهامه طَمَعا فِي تفرده بِتِلْكَ الْجِهَات ولهجا فِي أَن تصفو لَهُ بتفرده الكدورات
وَلما علم بذلك عَمه الشريف أَحْمد أقبل على حربه بخاطر مؤلم وقلب مكمد فَرَجَفَ عَلَيْهِ جرار ورماه من رجال الرّوم بمارج من نَار فمرج عَلَيْهِ بحرين مؤجر عَلَيْهِ خمسين وانكشفت الوقيعة عَن أقحامه الْبَحْر الزخار وَهَكَذَا يكون دفع الْعَار بالعار فتقرر ملكه على قَاعِدَة الغرب واستراح