فِي قبيل وَلَا دبير وَقد عزي إِلَى بعض مؤرخي الْيمن أَنه وضع برسم بعض البواش مؤلفا جعله على تَرْتِيب أَيَّام الشُّهُور وأعوام العصور مكيفا وَلما فتشت مسوداته وتتبعت ورقاته وجد مِنْهُ نسختان احداهما المقتصر عَلَيْهَا والمرجوع فِي التسيير إِلَيْهَا وَحين قوبل بَين محصوليهما وجد الِاضْطِرَاب بَين منقوليهما فترى فِي إِحْدَاهمَا النُّكْتَة الْفُلَانِيَّة فِي الشَّهْر الْفُلَانِيّ وتراها فِي الْأُخْرَى قد رتبت للشهر الثَّالِث أَو الثَّانِي وَمن هَذَا الإضطراب الَّذِي يقْضِي بِأَن الْقَصْد الْخدمَة بذلك الْكتاب فترى الْكتاب لَا بسا لتِلْك الأساليب وَالله يعلم مَا تَحت الجلابيب
وَقد اطَّلَعت على تَارِيخ لبَعض أَبنَاء مُلُوك الْيمن اوعب فِيهِ مَا وصل إِلَى علمه الشريف وفكره اللَّطِيف فاعتمدت فِي الْقَصَص عَلَيْهِ وَأحلت جلّ مَا نقلته إِلَيْهِ وَمَا زِدْته مني فَإِن عزوته فقد خرجت عَن عهدته وان أطلقته فَهُوَ إنْشَاء الله بَرِيء عَن الْكَذِب ووصمته وَلم أتكلف لَا كَثْرَة سجعا مطبوعا وَلَا أحللته من مسَاكِن التنطع ربوعا لِأَنِّي قصدت من مَوْضُوعه الْعلَّة المنسوبة إِلَى الْغَايَة وَأَن يشْتَرك فِي الْميل إِلَى توقيعه أهل الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة وَقد رَأَيْت كثيرا من المؤلفات مَهْجُورًا مَنْبُوذًا إِلَى حيّز الإهمال مَدْحُورًا بِسَبَب مَا تحمله من النكات والمعارف وتجمل بِهِ من قطائف اللطائف
(توقى البدور النَّقْص وَهِي أَهله ... ويدركها النُّقْصَان وَهِي كوامل (فَأَقُول دخلت سنة سِتّ وَأَرْبَعين وَألف كَانَ فِيهَا ملحمة الغرب الَّتِي