يَأْخُذ لَهُ الذمام فرأها لَهُ عز الْإِسْلَام جميلَة وفيأه من الْأمان فِي خميلة وَأكْرم نزله وسد خلله
وَكَانَ جمَاعَة مِمَّن استعصاه وَضرب بعصاه قد أطالوا الْحصار على يفعان ودبوا إِلَيْهِ دَبِيب الأفعوان فانسلوا عقيب فتح الْبِلَاد وَتَفَرَّقُوا فِي كل وَاد وَلما انْقَضى الْفَتْح وصل إِلَى تِلْكَ الْجِهَة مَأْمُور الإِمَام الْمُؤَيد بِاللَّه السَّيِّد الْكَرِيم النجيب صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن أَحْمد عَامر وَمَعَهُ جمَاعَة من الْجند وَاسْتقر أَيَّامًا فِي الْبِلَاد لِاسْتِيفَاء التَّأْدِيب بِالْمَالِ وتمهيدها وتصحيحها عقيب ذَلِك الإستعصاء والإعتلال ثمَّ عَاد الى ضوران وَأمر فِيهِ بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْعِصْيَان وَظهر مِنْهُ من مخائل النجابة وَالْكَرم ومحاسن الْأَخْلَاق والشيم مَا يقْضى لَهُ بِأَنَّهُ من صميم السَّادة وَأَبْنَاء ذَوي المجادة والسيادة وَلم يعد الى حَضْرَة الإِمَام إِلَّا وَقد علقت بِهِ الدُّيُون وعلقت فِيهَا ذمَّته غلاق الرهون فَشكر الإِمَام أَفعاله وروح بتحمل دُيُونه حَاله وَهَكَذَا الْكَرِيم يُقَال عثاره وتحسن أثاره
وَلما رأى الإِمَام ولد أَخِيه صفي الْإِسْلَام جانحا الى الغربة سكنه جامحا فِي ميدان الْإِعْرَاض رسنه وَكَانَ فِي يَد أَصْحَابه مُنْذُ خرج عَن الْغِرَاس حصن ذِي مرمر وَهُوَ قفل بِلَاد خولان وكالحاكم على مَا تَحْتَهُ من الْبلدَانِ أزمع على حصاره وطمس آثاره فَأمر على محاصرته الشَّيْخ حسن بن الْحَاج أَحْمد بن عواض الْأَسدي فاستمر على حصاره سنة كَامِلَة حَتَّى خرج من فِيهِ على رسمه وهم الآغا فرحان وَمن مَعَه من المماليك وَكثير من الْأَعْيَان وَجَمِيع الحشم الَّذين كَانُوا بِهِ أَيَّام بَقَاء أَحْمد بن الْحسن بالغراس ثمَّ أَمر الإِمَام بخراب مسَاكِن الْحصن وتحويل أبوابه وأخشابه وحملت أَبْوَاب الْحصن إِلَى محروسة شهارة