وَالْفِضَّة المرصعة بالجواهر النفيسة وَإِطْلَاق رسن البطالين فِي مدنهم مَعَ البغايا تعللا بِشُبْهَة الْمُتْعَة وتسليط بعض الْأَنْعَام على بعض بالإغراء بَينهَا للتفرج والتفكه بِمَا يتَّفق مِنْهَا وَقد يسمون مارك فِي النطاح بِمن يغمصون جَانِبه من الصَّحَابَة وَإِذا غلب صالوا على من هُوَ فِي ملكه وَذكر بعض السادات عَمَّن روى لَهُ أَو شَاهد أَنهم يرقمون أَسمَاء مشاهير الصَّحَابَة فِي نعَالهمْ ويرفعون أَصْوَاتهم بلعنهم ويجعلون ذَلِك نوعا من التَّقَرُّب إِلَى الله وَهَذِه خَاصَّة لَيْسَ بنكير من مَذْهَبهم وَمن هُوَ على طرزهم إِنَّمَا العجيب إنهماكهم عَن آخِرهم فِي تِلْكَ الْأَحْوَال الَّتِي تدل على الْخُلُو عَن الْعقل والحشمة بِكُل حَال وَعدم الْإِلْمَام بِشَيْء من شَرِيعَة الْملك المتعال فَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه الْعلي الْعَظِيم
وَفَاة الْحُسَيْن بن أَمِير الْمُؤمنِينَ الْقَاسِم
وَفِي شهر ربيع الآخر من هَذِه السّنة طلع شرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن من الْيمن الْأَسْفَل إِلَى ذمار وَاتفقَ فِيهِ بَين مُعَسْكَره وَبَين أهل الْمَدِينَة شجار لِأَن عَسْكَر الحيمة الَّذين كَانُوا صحبته أَرَادوا دُخُول الْبيُوت وَلم يكن قد سبق مثل ذَلِك من الْعَسْكَر فاحتركت نفوس أهل ذمار وَأَقْبلُوا عَلَيْهِم بالحجار وَكَانَ فِيهَا يَوْمئِذٍ عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بن الإِمَام فَكَأَنَّهُ كَانَ مِنْهُ إِلَيْهِم رمز لطيف إِن ذبوا عَن أَنفسكُم وَلَو بِالدفع العنيف قبل أَن تثبت عَادَة ويعسر تغييرها عِنْد الْإِرَادَة فَيثبت مَا رسموه وَلم ينْحل مَا أبرموه
وَأما الْحُسَيْن فَإِنَّهُ علق بِهِ الْأَلَم من ذَلِك الْحِين وَيُقَال أَنه ذَات الْجنب فَفَارَقَ الْحَيَاة فِي يَوْم الثُّلَاثَاء خَامِس الشَّهْر الْمَذْكُور وَإِلَى الله عَاقِبَة الْأُمُور وَكَانَ قد قَامَ بكفاية بِلَاد الْحسن بن الإِمَام فدبر الْأُمُور وساس الْجُمْهُور وَكَانَ رَحمَه