التَّجْهِيز على الْيمن بعد فتح بَغْدَاد فَلَمَّا تمّ لَهُ ذَلِك الْمطلب وتهيأ للتوجه على الْيمن وتأهب بلغه أَن صنوه إِبْرَاهِيم بن أَحْمد خَان قد خَالفه إِلَى إِرَادَة الاستبداد وخان وتغلب على مملكة الرّوم وَتمّ لَهُ الدست فِيمَا يروم فداخله من الضّيق مَا صده عَن تِلْكَ الطَّرِيق وأسرع بِهِ إِلَى طَرِيق الْمنية وعاون عَلَيْهِ سُلْطَان الْأَغْرَاض النفسانية فَفَاضَتْ روحه وخلا عَنهُ سوحه وَلما ثَبت أَخُوهُ السُّلْطَان إِبْرَاهِيم على كرْسِي السلطنة تحركت نَفسه لفتح مالطة وَمَا وَرَاءَهَا من تِلْكَ الممالك الشاحطة وَيَأْتِي فِيمَا بعد عَام خَبره وَكَيْفِيَّة نَصره وظفره

وَلم يفْتَتح السُّلْطَان مُرَاد مَدِينَة السَّلَام إِلَّا بعد إفناء الْأَمْوَال العديدة والذخائر العتيدة والأبطال الكرارة وَالْخَيْل المختارة وَأول جَيش توجه على بَغْدَاد من قبل السُّلْطَان جَيش الباشا حَافظ أَحْمد وَرجع بعد حروب طَوِيلَة بقلب مكمد وَتَبعهُ إرْسَال الْوَزير الْأَعْظَم والجناب الْمُقدم فطال حصاره للمدينة وَضرب خيامه بمشهد الْحُسَيْن وَرجع عَن فتح الْمَدِينَة بخفي حنين لكنه فتح كثيرا مِمَّا حولهَا وَتعقبه هَذَا المركز الْكَبِير الَّذِي كَانَ فِيهِ هَذَا الْفَتْح الشهير وَلما اسْتَقر الصُّلْح كَمَا سلف بَين السُّلْطَان مُرَاد والشاه قرر أَخُوهُ على مراسمه وَمَشاهُ برسوم رسمت على الشاه مِنْهَا إتاوة يحملهَا إِلَى السُّلْطَان فِي كل عَام فِيهَا الْحَرِير وَغَيره وَلم تطب حَال الشاه بعد غخراجه عَن الْعرَاق واستيلاء السلطنة على تِلْكَ الْآفَاق وَتعقب ذَلِك خُرُوجه عَن دَائِرَة الْحَيَاة وَدخُول مَمْلَكَته فِي يَد وَلَده صفي شاه ثمَّ إِن ابْن أَخِيه عَبَّاس شاه ثار عَلَيْهِ وَأخذ المملكة من يَدَيْهِ وجرعه كأس الْمنية وأعدمه تِلْكَ الأمنية

ولسلاطين الْعَجم هولاء حَسْبَمَا تَوَاتر أَحْوَال حكمُوا فِيهَا الْملك الَّذِي عاقبته إِلَى زَوَال مثل فرش الْأَبْنِيَة بخالص الْحَرِير وَاسْتِعْمَال أنية الذَّهَب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015