إِلَى بلد يشيع وانقشاع الرُّتْبَة االتي فِي نقِيل عَجِيب والرتبة الَّتِي فَوق حمدة واختلال حَال أهل بِلَاد وَادعَة فَلم يَسعهُ بعد ذَلِك إِلَّا مُوَاجهَة الإِمَام والانقياد والإستسلام وَخرجت طَلِيعَة مِمَّن عمرَان وَأَحَاطُوا برتبة المضلعة من خلفهَا ثمَّ طلعوا إِلَى الهجر بني قطيل وأشرفوا على رَأس الْجَبَل المطل على كحلان والمغارب فهرب بعض رُتْبَة عرة الأشمور ثمَّ واجهت المضلعة وبلاد كحلان وَغَيرهَا من تِلْكَ الْجِهَات إِلَى الْأَمَام
وَوصل عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الإِمَام من ضوران إِلَى صنعاء فِي ثَالِث وَعشْرين من شَوَّال وَاسْتقر صنوه عَليّ بِمَدِينَة ذمار وَلما عَاد الآغا فرحان من شهارة أنفذه الإِمَام بإمارة الْحَج إِلَى الْبَيْت الْحَرَام وَكَانَ جهازه بمشارفة عز الْإِسْلَام وَفِي اثناء ذَلِك وصل السَّيِّد صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المؤيدي إِلَى حَضْرَة الدَّاعِي ثمَّ فَارقه إِلَى بِلَاده واضاف إِلَيْهِ ولَايَة جبل رازح
وَفِي هَذِه الْأَيَّام كَانَ نَائِب الْحسن بن الإِمَام المتَوَكل على الله بن جلاء بِبَيْت الْفَقِيه الزيدية من تهَامَة معتزيا إِلَى الدَّاعِي وَكَانَ المحبشي عِنْد وُصُوله هُنَاكَ قد خرج عَن الضحي وَسَار إِلَى بَيته بجبلة فسارع بن جلاء إِلَى تحميل طعامات تهَامَة إِلَى شهارة فانتبه لقافلته جند الإِمَام االذين بالصلبة فقصدوها وانتهبوها
وفيهَا وصل الْخَبَر بِأَن الهياثم فِي بِلَاد مشرق رداع دخلُوا حصن دثينة وَقتلُوا من الرُّتْبَة نفرين أَحدهمَا الشريف حُسَيْن بن عبد الله الهدوي وظفروا بِمَا فِيهِ وَكَانَ الإِمَام قد أذن للشَّيْخ الهيثمي فِي الْعَزْم إِلَى بِلَاده كَمَا أسلفناه
وفيهَا نزل بِصَنْعَاء ثلج عِنْد رُجُوع الشَّمْس أصبح على ساحات الأَرْض مَبْسُوطا كالملح المدقوق وينماع كَذَا إِذا قوي سُلْطَان الشَّمْس وَقل مَا يتَّفق نُزُوله بهَا وَكَثِيرًا مَا يتَّفق بجبل قاهر حُضُور