وَفِي عَاشر ذِي الْقعدَة جَاءَت الْأَخْبَار بتقدم الإِمَام إِلَى جِهَة شهارة فَبَاتَ فِي غربان ثمَّ سَار ثَانِي يَوْمه إِلَى البطنة وَدخل وَادي أقرّ الْمَعْرُوف بِبَيْت القابعي وَأظْهر بعد ذَلِك أَنه لَا بُد لَهُ ولعلم الْإِسْلَام من إِحْدَى خَصْلَتَيْنِ النُّزُول من شهارة لِاتِّحَاد الْأَمر أَو الطُّلُوع إِلَيْهِ للمناجزة وَلما اسْتَقر فِي أقرّ تلاحق الْجند الْمَهْدَوِيّ فَبلغ سَبْعَة الآف مقَاتل
وَفِي هَذِه الْأَيَّام بلغ الدَّاعِي توجه أجناد الإِمَام الَّذين بالصلبة إِلَى الشاهل مقد لأخذ الشّرف فبادر بإرسال عِصَابَة نافعة إِلَيْهِ فوصلوا ثمَّ وَاتفقَ بِسَبَب معرة الْجَيْش دُخُول بيُوت الشاهل وترويع من فِيهَا وَلم يسلم من ذَلِك إِلَّا بَيت السَّيِّد الْعَلامَة يحيى بن أَحْمد الشرفي وَلما بلغ شرف الدّين الْحُسَيْن بن المتَوَكل على الله أَن الإِمَام قد ضرب بِبَيْت القابعي الْخيام خرج من حصن مُبين وَسَار إِلَيْهِ وَعلم الْإِسْلَام حِين رأى أهل حبور وظليمة جنحوا إِلَى جَانب الإِمَام رجح الْوُصُول إِلَى حَضرته الْكَرِيمَة فوصل إِلَى بَيت القابعي فِي ثَانِي عشر ذِي الْقعدَة وَسكن فِي بَيت وَالِده وَالْإِمَام بوطاقة فِي الحدبة الشرقية الَّتِي هِيَ قريب مصلى الْجُمُعَة وَحين اسْتَقر بِبَيْت والدهوصل إِلَيْهِ الإِمَام عَلَيْهِ السَّلَام وَاتفقَ بَينهمَا موقف لم يقْض مَعَه مرام واتفقت بَين أَصْحَاب الداعيين مكالمة أفْضى الْأَمر إِلَى إنتهاب بعض سوق علم االإسلام ثمَّ وَقع بَينهمَا الْموقف الثَّانِي فِي وطاق الإِمَام حَضَره أَعْيَان الدولة القاسمية مثل أَحْمد بن الْمُؤَيد بِاللَّه وَأحمد بن المتَوَكل على الله وحسين بن المتَوَكل على الله وَحسن بن المتَوَكل على الله قَالَ بعض قرَابَة الإِمَام وَأَشَارَ فِيهِ الدَّاعِي إِلَى المحاكمة فَأجَاب الإِمَام أَن هَذَا كَانَ قبل الْخِصَام وأماالآن فَمَا فِيهِ إِلَّا أَن يكون مِنْك الْوِفَاق أَو تقوم الْحَرْب على سَاق وخاض الْموقف عَن مُجَرّد مقاولة وامتهل الدَّاعِي وصنوه أَحْمد فِي فصل الحَدِيث إِلَى عقيب عيد النَّحْر
وَفِي هَذِه الْأَيَّام خرج الدَّاعِي السَّيِّد مُحَمَّد بن عَليّ الغرباني من برط يؤم بِلَاد