قتل رَئِيس من أَصْحَاب الإِمَام وتصوب جمَاعَة من عسكره وَقتل سِتَّة أَنْفَار من أَصْحَاب الصارم وَكَانَت الكرة لأَصْحَاب الإِمَام فَإِنَّهُم هزموا القاصدين حَتَّى إلجاءوهم إِلَى الْفِرَار إِلَى ذيبين بعد أَن حجر بَينهم اللَّيْل وَكَانَ الإِمَام قد ندب فِي اللَّيْل غَارة نافعة من الْجند إِلَى مقَام الرئيسين فَلَمَّا اجْتَمعُوا بأصحابهم واستنشقوا نسيم النُّصْرَة قصدُوا من فِي ذيبين فصحبوهم ثَانِي يَوْم الْقِتَال وانخزل كَذَا بَنو أَسد عَن أَصْحَاب الصارم عِنْد أَن لَاحَ النَّصْر لعسكر الإِمَام فالتجأ الصارم بعد الإبلاء إِلَى التحيز فِي الْبيُوت فشن عَلَيْهِ الواصلون أمزان البنادق وَكَانَت هُنَاكَ فعلة عَظِيمَة ومقتلة جسيمة أَكثر من أُصِيب بهَا من هَمدَان لتقدمهم فِي صف الجلاد والطعان فالذاهب مِنْهُم نَحْو الثَّلَاثِينَ نَفرا ثمَّ إِن أَصْحَاب الإِمَام جاددوا بنفوسهم وحملوا حَملَة رجل وَاحِد حَتَّى لصقوا بِالْبُيُوتِ وتسنموها وَقتلُوا مِمَّن فِي الْبَلَد نَحْو ثَمَانِيَة أَنْفَار ثمَّ كفوا عَنْهُم وَلم يجد الصارم بدا من الإستسلام والمخاطبة بِأَن يخرج إِلَى شهارة فَسَار إِلَيْهَا حَضْرَة علم الْإِسْلَام بعد أَن انتهبت الْبَلَد ثمَّ أَنه وصل أَصْحَاب الإِمَام إِلَيْهِ بالأسارى فَأطلق وثاقهم ووهب لَهُم أَعْنَاقهم وردهم إِلَى مأمنهم
وَفِي هَذِه الْأَيَّام توفّي السَّيِّد الْمِقْدَام يحيى بن إِبْرَاهِيم صَاحب عارضة كوكبان بمنابر تهَامَة فِي مَحل يُقَال لَهُ الطرر مِمَّا يَلِي جبال لاعة وَكَانَ هُنَاكَ أَمِيرا على جند الْأَمِير عبد الْقَادِر وَمَات بِمَوْتِهِ جمَاعَة هُنَاكَ وَكَانَ هَذَا السَّيِّد بِمحل من الرِّئَاسَة والشجاعة والنفاسة ثمَّ أَن الإِمَام أرسل عسكرا إِلَى الكلبيين شَرْقي بِلَاد خمر وَكَانَ من الماجلين وَكَانَت طَريقَة بَين حمدة ونقيل عَجِيب طالعا إِلَى بِلَاد خمر وَكَانَ صنو الدَّاعِي أَحْمد بن الْمُؤَيد بِاللَّه قد وضع بِالطَّرِيقِ الْوُسْطَى رُتْبَة قَوِيَّة وشدد على أهل وَادعَة فِي حفظ الْأَطْرَاف فَلم يشْعر إِلَّا بِدُخُول الإِمَام