ارسل خَطِيبًا إِلَى ذيبين فَامْتنعَ أهل الْبِلَاد عَن حُضُور جمعته وَقَالُوا فِي أَعْنَاقهم بيعَة إِمَام
وَفِي سلخ جُمَادَى الْآخِرَة خرج إِلَى بَيت ردم الْأَمِير احْمَد بن مُحَمَّد وَفِي نَفسه غير قَلِيل من الإِمَام وَكَانَ قد وصل إِلَى دَار الإِمَام لموعد بَينهمَا فتحير إذانه وَقت مَا فاستنبط من ذَلِك التهاون بجانبه فَلَمَّا علم الإِمَام اشْتغل كَذَا خاطره بذلك وَأمر باستدراك أمره وَاعْتذر إِلَيْهِ فَعَاد وَتمّ بِطَاعَتِهِ المُرَاد وَلما اسْتَقر شرف الْإِسْلَام الْحسن بن المتَوَكل بتهامة بذل الْبيعَة للْإِمَام وَسَار إِلَيْهِ فَلَمَّا وصل الصلبة لقِيه أَوْلَاد النَّقِيب سعيد المجزبي سائرين إِلَيْهِ بمرسوم من الإِمَام فِي أَن يرد عَلَيْهِم مراكب والدهم فانقد خاطره لذَلِك وعرج عَن طَرِيق الإِمَام إِلَى قصد الدَّاعِي وَهُوَ بشهارة فَبَايعهُ ثمَّ نزل إِلَى حبور ثمَّ أمره الدَّاعِي بالتوجه إِلَى مُبين حجَّة ليَكُون ردا لمن بالصلبة من أجناده فَسَار إِلَيْهِ وَالْإِمَام اتّفق رَأْيه ورأي الْأَمِير الْهمام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الإِمَام الْقَاسِم على إِيصَال الشّحْنَة والخزاين ومدد الْجند إِلَى خمر ليَكُون مِنْهُ مناقشة الْحَرْب لمن بشهارة وأضاف إِلَى الْأَمِير أَحْمد بن مُحَمَّد بِلَاد حفاش وملحان
وَأما من بَقِي بصعدة من أَوْلَاد شرف الدّين الْحسن بن المتَوَكل على الله وصل بهم إِلَى شهارة فَخر الدّين عبد الله بن أَحْمد بن الْقَاسِم وَصفا قطر الشَّام لجمال الْإِسْلَام عَليّ بن أَحْمد بن الإِمَام
وَفِي غرَّة رَجَب غزا الشريف مُحَمَّد بن عَليّ الدَّاعِي من برط إِلَى أَسْفَل بِلَاد الْجوف فانتبه لَهُ أَهله فاتفق قتال ذهب فِيهِ جمَاعَة من أَصْحَاب الدَّاعِي وَفِي هَذِه الْأَيَّام انتشرت الْجَرَاد فِي عَامَّة الْبِلَاد وأورثت فتنا بَين الْقَبَائِل بِسَبَب أَن كل بلد تدفعها عَن الْأَمْوَال إِلَى الْبَلَد الْأُخْرَى وَوصف بعض المؤرخين انها أكلت طفْلا