وَفِي سَابِع عشر رَجَب خرج الإِمَام من صنعاء إِلَى الْغِرَاس مظهر الْقَصْد الدَّاعِي وَأمر بدار الضَّرْب وَأرْسل السَّيِّد علم الدّين الْقَاسِم بن أَحْمد بن الإِمَام إِلَى حَضْرَة اخيه جمال الْإِسْلَام وَفِي هَذَا الشَّهْر توفّي بوطنه الذُّنُوب من بِلَاد حجَّة الْأَمِير الخطير شرف الدّين بن المطهر بن عبد الرَّحْمَن بن المطهر كَانَ هَذَا السَّيِّد من أُمَرَاء الْمُؤَيد بِاللَّه وَولي مِنْهُ بِلَاد رداع فاستمر على ذَلِك بدولة المتَوَكل على الله إِلَى أَن رفعت يَده بشرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن بن الْحسن بن الْقَاسِم وَلما عزل أَقَامَ بوطنه الذُّنُوب تجنى إِلَيْهِ ثممرات أَمْوَاله مَعَ مَا إِلَيْهِ من الصوافي الَّتِي كَانَت للأمير عبد الرَّحِيم كالحوضين تخححت مُبين وَحصل بَينه وَبَين يافع فِيمَا مضى معارك شَدِيدَة تفصيلها فِي غير هَذَا التَّارِيخ
وَفِي هَذِه الْأَيَّام وَردت كتب الدَّاعِي إِلَى عز الْإِسْلَام والى الْأَمِير أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن رِسَالَة يبْحَث فِيهَا عَن أَشْيَاء تتَعَلَّق بالإممام فَوكل عز الْإِسْلَام الْجَواب إِلَى الإِمَام فَأجَاب بِمَا يشفي الصُّدُور وَرَأَيْت عدم إِثْبَات الرسالتين هَهُنَا لغَرَض صَحِيح
وَفِي آخر رَجَب ظَهرت رِسَالَة السَّيِّد الإِمَام الدَّاعِي أَحْمد بن إِبْرَاهِيم المؤيدي يذكر فِيهَا دَعوته فشغل النَّاس عَن النّظر فِيمَا يروم إنتطاح هذَيْن الجبلين القاهرين والتطام هذَيْن اللهامين الزاخرين وَهَذَا السَّيِّد من بَيت علم قديم ومجد صميم وَكَانَ الْحَال يقتضى وفوده على الْأَئِمَّة فينزلونه منزلَة الأكابر من بيوتات الْعلم
وَلما عقد الْمُؤَيد بِاللَّه مُحَمَّد بن المتَوَكل على الله مجْلِس الدَّرْس فِي الثمرات بضوران المحروس صَادِق وفادته وحضوره مجْلِس الْقِرَاءَة وَكتب يَوْمئِذٍ بِحَضْرَة الإِمَام وَمِمَّنْ خص القراة فَرَأَيْت للسَّيِّد شمس الْإِسْلَام شمائل تعبق مِنْهَا أنفاس الزّهْد والورع وَلَقَد رَأَيْته غير مرّة يُطِيل الْبَحْث مَعَ الإِمَام ثمَّ تعتريه بعد ذَلِك