التحضيرة وعزم تِلْكَ الطَّائِفَة الْيَسِيرَة فَلَا يصلح مِنْكُم التواني فبادروا قبل أَن تتخطفهم الرماح الشواجر ويلحقوا بأمس الدابر فَتغير وَجه الْحُسَيْن لِأَنَّهُ كَانَ يُرِيد أَن تنحسم فتْنَة ابْن أَخِيه بِدُونِ هَذَا شَفَقَة عَلَيْهِ ومحبة فِي حقن الدما وتسكين الدهماء ثمَّ أَنه أَمر بعد ذَلِك بِأخذ الأهبة والتعبئة لِلْقِتَالِ وَركب واحترك الْعَسْكَر بأجمعه وَتقدم بيرق أَحْمد الحاشي صَاحب الشّرف فشارف الْوُصُول وَقد التحم الْحَرْب واتصل الطعْن وَالضَّرْب وَقتل جمَاعَة وَأسر آخَرُونَ ثمَّ تراجع الْفَرِيقَانِ بِسَبَب البنادق وحجزها مَا بَين الفيالق وَكَانَ النَّقِيب سرُور شلبي من أَصْحَاب صفي الْإِسْلَام وَمن انضاف إِلَيْهِ قد ترَتّب فِي المغربة وَطَرِيق الْحَوَادِث والنقيب حسن البحش قد أَخذ راس الأكمه وَعمر المتاريس فاتصل الْحَرْب بالبنادق من ضحوة النَّهَار إِلَى الظّهْر وبسبب إصْلَاح التعبئة من أَصْحَاب الصفي أَحْمد بن الْحسن استعلوا على أَصْحَاب عَمه وانهمكوا فيهم جرحا وقتلا فَلَمَّا استرسل ذَلِك أَمر الْحُسَيْن البيرقدار وَهُوَ صَلَاح الحملاني أَن يتَوَجَّه بِمن بَقِي من الْعَسْكَر إِلَى الْقرْيَة الَّتِي هِيَ أيسر الأكمة الْمَمْلُوكَة وَقَالَ لَهُ إِذا دَخَلتهَا واستوليت عَلَيْهَا فَاطلع على الَّذين فِي الأكمة من ورائهم ليَكُون ذَلِك نفسا على من تَحْتهم من أَصْحَابنَا فعزم الْمَذْكُور فِي الْحِين وَمَعَهُ نَحْو الْعشْرين وَدخل الْقرْيَة بِغَيْر شجار وأحرق ثلثهَا بالنَّار وَتجَاوز عَنْهَا للتفتيش على أُولَئِكَ من مضيق الْحصار فَلَمَّا رَآهُ أهل الأكمة لم يَلْبَثُوا أَن ولوا الأعقاب وَكَانَ ذَلِك النّظر الشرفي من أقوى الْأَسْبَاب وَأُصِيب النَّقِيب ياقوت شلبي فِي يَده وَإِنَّمَا كَانَ جُمْهُور الضَّرَر من قبل مدده فَتَبِعهُمْ