العراك وأسود الطعان وَتقدم عَمه الْحُسَيْن إِلَى إسعار نَار الْحَرْب وَإِقَامَة سوق الطعْن وَالضَّرْب فَلم يشْعر أَصْحَاب الْحُسَيْن إِلَّا وَقد طلع عَلَيْهِم بيرق دَار من تِلْقَاء ابْن أَخِيه وورأه الْجَيْش الجرار عَلَيْهِ الْمِقْدَام عطيه

وَأحمد بن الْحسن اسْتَقر فِي بلد الْحَوَادِث وَأَرَادَ أَن يكون مهبط الوقائع ومنبع الْحَوَادِث وَلما تلاحم الْفَرِيقَانِ واصطدم الخصمان كَاد أَصْحَاب الْحُسَيْن أَن يولوا الأدبار لَكِن وَإِلَى أَيْن فالتجأوا بعد ذَلِك إِلَى الْجَبَل بعد أَن أعوزتهم الْحِيَل ثمَّ أرْسلُوا مَا فِي بطُون البنادق فأنهلت على المعسكر الْأَسْفَل بصواعق وَأخذت الْأَرْوَاح واجتذت العلايق وانصرفت إِلَى عطيه وَهُوَ مقدم الْقَوْم رصاصة دعت إِلَيْهِ حِينه وخلاصه وَعند ذَلِك حانت هزيمَة عَسْكَر صفي الْإِسْلَام وَأخذُوا النجا بِرَفْع السَّاق عَن ذَلِك الْمقَام وَشرف الْإِسْلَام خرج أول اللَّيْل من مياس وَصعد الْعقبَة فِي الديماس وَبَقِي بَقِيَّة اللَّيْل فِي بلد سوق الربوع وَلما أصبح الصُّبْح بَادر إِلَى تِلْكَ الْقرْيَة الخراب الَّتِي وَقع فِيهَا الْحَرْب والحراب وَضربت هُنَاكَ خيامه وركزت ثمَّ أَعْلَامه

ثمَّ أَن جمَاعَة من أَصْحَاب السَّيِّد مطهر ثارت أحقادهم وتطلع إِلَى الشَّقَاء أحادهم انشمروا إِلَى حَضْرَة الصفي محاربين من غير أَن يشْعر بهم شرف الدّين فحاول رجوعهم بعد أَن علم فَلم يمتثلوا وَلم يَلْبَثُوا أَن سمعُوا تحضيره الْحَرْب بالحوادث فَعَلمُوا أَنه الْخطب الكارث وَكَانَ بِحَضْرَة الْحُسَيْن السَّيِّد الإِمَام الْعَلامَة أَحْمد بن عَليّ الشَّامي فَقَالَ لشرف الْإِسْلَام أما بعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015