الْعَسْكَر فِي الْأَثر وطلع بدر النَّصْر وزهر وَقتل من قتل مِنْهُم حَال الْهَزِيمَة واتصلت بمسامع صفي الْإِسْلَام هَذِه الفعلة الجسمية ثمَّ أَن شرف الْإِسْلَام لحق بآخر الْوَقْعَة وَشَاهد الْقَتْلَى مجدلين وبدمائهم مجللين وَأَكْثَرهم من أَصْحَابه وَأما الْعَسْكَر فَإِنَّهُم اشتغلوا بالإنتهاب فِي محطة صفي الْإِسْلَام وَهُوَ إنحاز بعد ذَلِك إِلَى الْقرْيَة السفلا وَقد فَازَ عَمه بالقدح المعلا
ثمَّ أَن الْحُسَيْن أرسل إِلَى ابْن أَخِيه السَّيِّد عبد الله بن أَمِير الدّين وَأمره بالوصول إِلَيْهِ فوصل وخلع عَلَيْهِ وَوجه أَسبَاب الْأنس إِلَيْهِ وَأمسى الْكل بالحوادث وَكَانَ قد اتّفق فِي خلال هَذَا الكارث حَرْب آخر فِي بني بَحر من عتمة بَين جمَاعَة من الْعَسْكَر وَأهل الْبِلَاد وَأَصْحَاب أَحْمد بن الْحسن ويروى أَن بدر الْإِسْلَام كَانَ قد جهز إِلَيْهِ جمَاعَة من عَسَاكِر الصدام فصادف ذَلِك أَن الْحَرْب قد وضعت أَوزَارهَا وأطفئت بيد الْحُسَيْن شِرَارهَا وَالْحَمْد لله
وَأما حَدِيث عَليّ بن شمسان فَإِنَّهُ كَانَ قد جهز مدَدا لِأَحْمَد بن الْحسن من الْيمن وَأَرَادَ الإرتحال فَبَلغهُ انجلاء المعركة عَن قبض مخدومه فتشوش خاطره وحار وَمَا زَالَ يدبر حِيلَة للفرار ثمَّ آل بِهِ الْحَال إِلَى أَنه استجار بِابْن عبد الْقَادِر صَاحب عدن وَقد حكى من عرف أنفاس الْحُسَيْن يَوْمئِذٍ أَنه لَو وصل لما ناله إِلَّا كل خير وَكَانَت وقْعَة الْحَوَادِث يَوْم الْخَمِيس فِي الْعشْر الْآخِرَة من شعْبَان هَذِه السّنة
وَفِي آخر هَذَا الشَّهْر وصل شرف الْإِسْلَام إِلَى محروس إب وصحبته ولد أَخِيه أَحْمد بن الْحسن وَوصل عقب ذَلِك كتاب الْمُؤَيد بِاللَّه إِلَى صنوه الْحُسَيْن باستدعاء ولد أَخِيه وَعلي بن شمسان إِلَى حَضرته فَسَار إِلَيْهِ وَلما وصلا قابلهما بالإجلال والإعظام والتبجيل والاحتشام فَأَما أَحْمد بن الْحسن فاستقر عِنْد الإِمَام مَا شَاءَ الله وَعَاد عَن أمره إِلَى صنعاء على أوضاع جعلهَا بِيَدِهِ فِيهَا