الْأَحْكَام وَمن أياته الْجَوَارِي فِي الْبَحْر كالأعلام
وَفِي ثامن عشر ذِي الْحجَّة كَانَ شعار غَدِير خم الْمَعْقُود فِيهِ ولَايَة الْوَصِيّ وخطب فِيهِ بليغ الْيمن وعالمه مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الشجري السحولي خطْبَة الغدير وَلم يكن قد خطب بهَا قبل غَيره فِي حوزة الزيدية
وَفِي سادس وَعشْرين كَانَ تَحْويل سنة الْعَالم بِدُخُول الشَّمْس أول دقيقة فِي الْحمل والزهرة وَعُطَارِد فِيهِ وَالْمُشْتَرِي بِالْقَوْسِ وَالْقَمَر بالدلو والذنب وَهُوَ الجوزاء وَكَذَا المريخ بالسرطان وزحل فِي أول الثور وَكَانَت السّنة الدَّاخِلَة الْآتِي ذكرهَا من سنة سِتّ وَثَمَانِينَ هِيَ سنة خمس وَسِتِّينَ شمسية بِسَبَب الإزدلاف إِذْ لَا يكون تَحْويل سنة الْعَالم إِلَّا فِي أول محرم سنة سبع وَثَمَانِينَ وَهِي مَعَ ذَلِك بِالنّظرِ إِلَى القمرية لَا تسْقط بل هِيَ سنة سبع وَثَمَانِينَ بعد الْخمس والثمانين الْمَاضِيَة وَإِنَّمَا هَذَا السُّقُوط بِاعْتِبَار الشمسية والزحلفة بأيام الْبَين وَهِي إِحْدَى عشر يَوْمًا وكسور فِي كل سنة وَالله أعلم بحقائق الْأُمُور
وَفِي هَذِه الْأَيَّام كَانَ بثلا رجل من فقرا الشَّيْخ أَحْمد بن علوان يتظهر بخوارق فاعتقله القَاضِي الْمهْدي بن عبد الْهَادِي بقلعة ثلا فَوَثَبَ من رَأس القلعة إِلَى سوق ثلا وَلم يضرّهُ ذَلِك فَكَانَ رادعا للْقَاضِي وإضرابه عَن التشكيك فِي كرامات الْأَوْلِيَاء وَفِي ذَلِك بحث خلافي مَعْقُود فِي أصُول الدّين وَثَمَرَة الْخلاف فِيهِ أقل من لَا شَيْء
وَإِلَى هُنَا انْتهى الدّور الثَّالِث من أول الْإِسْلَام الَّذِي يَدُور على ثَلَاث مائَة وَسِتِّينَ سنة لَكِنَّهَا شمسية فتزيد على هَذَا بِخمْس سِنِين فَيكون انتهاؤه فِي خمس