يُوسُف آغا وَفِي أثْنَاء شَوَّال جَاءَت الْأَخْبَار بتوجه الباشا والأمراء إِلَى صوب بَغْدَاد عوضا عَن الرُّتْبَة وصحبتهم إثني عشر ألف انقشاري يتصافون إِلَى البواش والآغوات والسناجق والإمارات
ونجل الْبَحْر هَذِه الْأَيَّام خَزَنَة وافرة فِيهَا رصاص وبارود فَلَمَّا قاربت جدة طَار إِلَيْهَا شرار فَرَفعهَا فِي الْهَوَاء دفْعَة وَاحِدَة وَفِي خَامِس شَوَّال خسف الْقَمَر فِي السرطان وَفِي رَابِع وَعشْرين هوت من السَّمَاء بغضران من أَعمال السِّرّ صَخْرَة كَانَ لَهَا ضجيج عَظِيم سَمعه من بِصَنْعَاء وَتعقبه جَدب أفْضى إِلَى تمزق سكنته فِي الْأَرْضين {أصبح ماؤكم غورا فَمن يأتيكم بِمَاء معِين} وَعز فِيهِ الطَّعَام وَالشرَاب وَقطعت فِيهِ أصُول الأعناب وَكَانَ أَهله قد انهمكوا فِي الْإِيمَان الْفَاجِرَة وَالطَّرِيق الخاسرة
وَفِي هَذِه الْأَيَّام قَالُوا إِن رجلا مِمَّن يَشْتَرِي الطَّعَام نزل الْيمن الْأَسْفَل فَعِنْدَ أَن بلغ الْجند اضطره الْحَال إِلَى دُخُول بَيت يسْأَل فِيهِ مَا يسد خلته فَوجدَ فِيهِ رجَالًا من أهل الشَّام وَعِنْدهم أسلحتهم فأمروه أَن يحمل شَيْئا على ظَهره فِي غرارة لَا يعلم مَا هُوَ فَلَمَّا انْتَهوا جَمِيعًا إِلَى الْبَريَّة انْكَشَفَ أَنه مقتول وَعند أَن خَافُوا مِنْهُ أَن يخبر بِمَا هم فِيهِ جزموا بِالْفَتْكِ بِهِ فألهمه الله إِلَى التوسل بالشيخ أَحْمد بن علوان فَلم يشعروا إِلَّا بِإِنْسَان قد أقبل عَلَيْهِم مشرعا حربته إِلَى نحورهم فدهمهم من الهول مَا أذهلهم عَن الرجل وخلص من شرهم
وفيهَا انْكَسَرت بساحل جيزان جلبة فِيهَا عَالم من أهل صنعاء نَحْو السّبْعين وَلم ينج غير خَمْسَة عشر نَفرا وَاتفقَ لبَعْضهِم أَنه خلص على لوح مِنْهَا بعد ثَلَاثَة أَيَّام لَا يَذُوق فِيهَا طَعَاما وَلَا شرابًا فسبحان من إِلَيْهِ تَدْبِير