وَثَمَانِينَ وَعند أهل الْأَحْكَام أَنه يكون فِي انقلاب وانضراب فِيمَا يتَعَلَّق بأحوال الدول واستيلاء بعض الْمُلُوك على بعض وَهُوَ تخمين بحت وَتَحْقِيق الْحق فِي مَعْلُوم من لَا يخفى عَلَيْهِ شَيْء فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء {الَّذِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض فِي سِتَّة أَيَّام وَكَانَ عَرْشه على المَاء}
وَدخلت سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَألف
فِيهَا جَاءَ أَخْبَار الْحَج إشتعال نيران الْفِتْنَة بَين الحرامية والحجازيين وَكَانَ فِي ذَلِك قتل جمع من الطَّائِفَتَيْنِ وَالْإِمَام هَذِه الْأَيَّام نقل بعض خَزَنَة ضوران إِلَى صنعاء الْيمن وَأَن سَعْدا نَهَضَ إِلَى الْأَبْوَاب بعد أَن استدعي فسافر بِصُحْبَة أَمِير الشَّام وَفِي محرم قبض وَزِير الإِمَام الشريف مُحَمَّد بن صَلَاح الجحافي الحبوري بضوران وَكَانَ قد بسق فِي الوزارة فَرعه وَنفذ فِيهَا وَصله وقطعه صحب أَولا عَلامَة الْيمن الْحُسَيْن بن الْقَاسِم وَعمل لَهُ فِي بِلَاد ظليمة وشظب وَلما دعى أَحْمد بن الإِمَام الْقَاسِم بَايعه وَتَابعه وعندما انتظمت الْأُمُور لِأَخِيهِ وصل إِلَيْهِ وَاقْتصر فِي الْخدمَة عَلَيْهِ وَالْإِمَام إِبْنِ خَالَته وَقد رثاه بعض شعراء الْيمن بِأَبْيَات جردنا هَذَا التوقيع عَنْهَا لما تضمنته من الْقدح وَعَملا بِحَدِيث لَا تسبوا الْأَمْوَات فتؤذوا الْأَحْيَاء
وَفِي آخر الشَّهْر خَالَفت الحجرية وَقتلُوا رَسُول الإِمَام وَكَانَ عز الْإِسْلَام مُحَمَّد ابْن أَحْمد قد هم بالنفوذ إِلَى يفرس من المنصورة ليتبصر فِي أَمرهم وابتدر لإطفاء ثائرة خلافهم أَبوهُ صفي الْإِسْلَام وعضده على ذَلِك عَسْكَر الإِمَام
وَفِي هَذِه الْأَيَّام غزا عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن أَحْمد بن الْحسن الزريقة فثارت