جيزان أَمِير حَاج الْيمن فِي القنفذة أثْنَاء خُرُوجه من مَكَّة المشرفة وَمَعَ خُرُوج حَاج الْيمن وَفد على الحضرة الشريف مُحَمَّد بن يحيى بن زيد آنفة عَن الْكَوْن تَحت وَطْأَة بَرَكَات وتخوفا من جند السُّلْطَان بعد تِلْكَ الفعلات واستصحب حشمه وَثقله وَأَتْبَاعه وَفَارق بِالْكُلِّيَّةِ معاهده وأرباعه وَكَانَ مَعَ الإِمَام فِي أحسن مقَام وَنِهَايَة إجلال وإعظام
وَلما عز جَانب المخا وعدن بعسكري الصفي والعز وَعلم الْعَسْكَر الْعمانِي عدم الطَّاقَة على البندرين فَرَجَعُوا بعد أَن طلعت الثريا من الْمشرق فجرا وَهُوَ موسم منصرفهم وَهَذَا الْبَحْر ينغلق قبل الْبَحْر الْهِنْدِيّ وينفتح قبله بشهرين والشريفان حمود وَأحمد الْحَارِث لم يجد بدا من إصْلَاح جَانب بَرَكَات فسكنت بذلك زعازع الهلكات خلى حدث وَقع بِعَرَفَات من قَبيلَة هُذَيْل فجر عَلَيْهِم بَرَكَات أَسبَاب الويل
وَفِي هَذَا الْعَام أحترك خاطر صَاحب التخت على إِمَام الْيمن فندب لِلْخُرُوجِ إِلَيْهِ وزيره الْأَعْظَم بجيوش قاهرة وأبهة وافرة وَلما انْتَهوا إِلَى حُدُود مصر لحقهم بريد صَاحب الْأَبْوَاب يَأْمُرهُم بالإضراب والإياب وَأَن الفرتقال قد اضطرم شرهم واستفحل أَمرهم وجهادهم أبدر مَا يكون وَأمر الإختلاف بَين الْمُسلمين بِالنِّسْبَةِ إِلَى خلافهم هون واتصل الْخَبَر بِمَكَّة المشرفة فضجت لذَلِك قُلُوب الْمُسلمين ودعوا لصَاحب التخت بالبسطة والمكين
وصمد بَرَكَات والشاويش المبوش على جدة بِمن مَعَهُمَا من الجموع إِلَى بَاب