القلعة وضجوا بِالدُّعَاءِ المقرون بالتأمين فِي نصْرَة الْإِسْلَام وخذلان المبطلين والتجهيز على مَا عدا مالطة فَأَما هِيَ فقد صَارَت تَحت وَطْأَة السُّلْطَان وَهِي بساحل الأندلس بَعْضهَا فَوق الْبَحْر وَكَانَ الفرنج قد حصنوها وَجعلُوا معقلا لسَائِر الْبِلَاد المحيطة بهَا وفيهَا جمع وافر من الْمُسلمين وجوامع ومساجد يجْتَمع بهَا الْإِسْلَام وَلَا يعترضهم فِي ذَلِك الْكَفَرَة الطغام قَالَ ابْن بسام فِي تَارِيخ الجزيرة جَزِيرَة الأندلس آخر الفتوحات الإسلامية واقصى المآثر الغربية لَيْسَ ورأهم وأمامهم إِلَّا الْبَحْر الْمُحِيط وَالروم وأوسط بِلَاد الأندلس مَدِينَة قرطبة والجانب الغربي من جَزِيرَة الأندلس أشبيلية وَمَا اتَّصل بهَا من بِلَاد سَاحل الْبَحْر الْمُحِيط الرُّومِي والجانب الشَّرْقِي من جَزِيرَة الأندلس هُوَ أعلا الأندلس
وَفِي صفر جهز الإِمَام إِلَى بِلَاد الشحر من سواحل بِلَاد حَضرمَوْت عَبده الْفَتى عُثْمَان زيد فِي ثَلَاث مائَة من الْعَسْكَر واستوثق عَلَيْهِ فِي حفظ البندر من الْعمانِي تخوفا من مثل مَا صدر مِنْهُم فِيمَا مضى وَفِي هَذِه الْأَيَّام توفّي بِصَنْعَاء الْفَقِيه الْعَارِف أَبُو بكر بن يُوسُف بن مُحَمَّد راوع الْخَولَانِيّ الأَصْل ثمَّ الصَّنْعَانِيّ وَهُوَ من مَشَايِخ شرح الأزهار وأصول الْأَحْكَام وَلم يكن لَهُ يَد فِي غير قَوَاعِد الْمَذْهَب من الْفُرُوع أَخذ عَن الإِمَام الْمُفْتِي وَتبع طَرِيقَته فِي أصُول الدّين وَعنهُ أَخذ سَيِّدي عُثْمَان بن عَليّ وَالْقَاضِي حُسَيْن بن مُحَمَّد المغربي وَآخَرُونَ