{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل من بَين يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه تَنْزِيل من حَكِيم حميد} {مِنْهُ آيَات محكمات هن أم الْكتاب وَأخر متشابهات} وَقد اسْتَوَى فِي حوار تِلَاوَته الْعَالم بِمَعْنَاهُ وَالْجَاهِل بِهِ وبمبناه من غير نَكِير من فَاضل على قَاصِر فِيمَا عناه وَالْقِيَاس غير مطرود للتشكيك والفارق بَينهمَا رَكِيك رَكِيك وَقد منع بعض أَئِمَّة الزيدية فِي الزَّمن الْمَاضِي من إملاء أَحَادِيث الصِّفَات وَنَحْوهَا فِي مجَالِس التَّعْلِيم لمثل هَذَا وَفِيه مَا قُلْنَاهُ وَقد وطا أكناف هَذِه الساحة بِمَا لَا مزِيد عَلَيْهِ من التَّحْقِيق والتدقيق الإِمَام الْحجَّة المتأله الْوَلِيّ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عَليّ فِي كِتَابه القواصم والعواصم فِي الذب عَن سنة أبي الْقَاسِم
نعم إِذا تلى مثل ذَلِك بِحَضْرَة من يلبس عَلَيْهِ ظَاهره توجه على خَواص الحضرة إِيصَال وُجُوه التَّأْوِيل الْقَرِيبَة إِلَى ذهنه وَالله الْهَادِي
فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس محرم جَاءَت الْأَخْبَار عَن مَكَّة المشرفة بِمَا فِيهِ صَلَاح الْأَحْوَال وَحفظ النُّفُوس وَالْأَمْوَال وَخرج الباشا مُحَمَّد شاويش إِلَيْهَا بنيابة الْمحمل الشَّامي وصحبته قدر الْأَلفَيْنِ من الأجناد وَخَمْسمِائة من الْخَيل الْجِيَاد وَضربت خيامه ببركة ماجد وَظهر الْمحمل الْمصْرِيّ بِقُوَّة وجنود وألوية وبنود وَكَانَ الْحَال مَظَنَّة الإضطراب لتحلي سعد بِتِلْكَ الْأَسْبَاب فجد الباشا فِي تسكين الْقُلُوب ووعد من غدر من تِلْكَ القبايل والشعوب وأعان على حسن الْحَال رخاء الْبِلَاد وَعُمُوم الخصب للصياصي والوهاد وأخفى الْعَسْكَر السلطاني السُّؤَال عَن الإِمَام وَعَن ملك الْيمن أَحْمد بن الْحسن وشريف جازان أبلغ مَا مَعَه من الصَّدقَات إِلَى نَائِب الْحَرَمَيْنِ الشريف بَرَكَات