عَليّ بن أَحْمد وَله شعر أَجَاد فِيهِ بعض الإجادة
وَأحمد بن أَحْمد وَغلب على شعره مُرَاعَاة التَّجْنِيس واحتد فِيهِ على كبار الدولة فاستخرج خباياهم من أقفاصهم وَلم يكن فِي الْيمن مِمَّن استحد بسني العوارف بِشعرِهِ مثله وجهز مِنْهُ شَيْئا إِلَى مَكَّة فِي دولة الشريف أَحْمد بن غَالب فأثرى بِهِ كثيرا وهاجا شعراء مَكَّة وَفِي حِسَاب النَّاس أَنه غلبهم وَأَحْسبهُ كَذَلِك فَمَا يعاب شعره بِغَيْر شَيْء من اللّحن وركة الْمَعْنى مَعَ ديباجة لَا يظْهر مَعهَا ركة الْمعَانِي إِلَّا لمن تصفح قصائده وَقد اجْتمع لَهُ بعنايته ديوَان أكبر من ديوَان أَبِيه وغالبه جيد
وَعند كتب هَذَا التَّارِيخ وَقد استودعتهما الْمَقَابِر ولحقا بأمس الدابر توفّي عَليّ بن أَحْمد بِبِلَاد أنس وَأحمد بن أَحْمد بِمحل الْأَدَب حبس بندر زيلع وَكَانَ حَبسه لما ذكرنَا عَنهُ وَمن كَلَام السّلف اللِّسَان سبع إِذا أطلقته أكلك
وَفِي هَذِه السّنة وصل حسن بن الإِمَام درب ملوح وَاسْتقر فِيهِ أَيَّامًا ينْتَظر وُصُول آل حبيب ثمَّ انْتقل إِلَى صَبيا لمَشَقَّة الْحَال بِسَبَب الْقَحْط فوصل إِلَيْهِ جمع من أعيانهم فربطهم بالحبال ثمَّ توجه بهم إِلَى حَضْرَة أَبِيه بحبور فَلَمَّا وصلوا إِلَيْهِ عَاتَبَهُمْ وَرَأى مِنْهُم من غلظة الطَّبْع وَالْجهل بِالشَّرْعِ مَا أَعْذرهُم مَعَه بعض الْعذر ثمَّ وعظهم وعرفهم بِصفة الشَّرِيعَة وَالْإِسْلَام وَاسْتحْسن إعادتهم إِلَى بِلَادهمْ فاحسن إِلَيْهِم وأعادهم وَقد أَخذ عَلَيْهِم المواثيق فِي الإستقامة على سَوَاء الطَّرِيق
وَكَانَ الإِمَام قد لوم على الْحسن فِي الْعود من غير ظفر بِالْجَمِيعِ فأرجعه إِلَى صَبيا وَأبي عَرِيش ثمَّ رأى أَن الصَّوَاب فِيمَا فعله لعدم الجدوى وَاسْتقر هُنَالك إِلَى أَن تهَيَّأ لإمارة الْحَج وَاشْتَدَّ الْقَحْط بِهَذِهِ الْأَيَّام فَكَانَ بِسَبَبِهِ انْقِطَاع طَرِيق العمشية وهيجان دهمة فِي أَطْرَاف الْبِلَاد وتخطفهم لأطراف بِلَاد الْجوف واليمن الْأَسْفَل