وَفِي هَذِه الْأَيَّام غزى صَاحب عمان إِلَى بندر الديو وَهِي مصالحة للفرنج وطرقه من طَرِيق الْبَحْر الزخار واستغفل من فِيهِ من التُّجَّار فانتهب مَا فِيهِ من الرغائب وشحن بِهِ بطُون المراكب وانقلب إِلَى بِلَاده وَفِيه جمَاعَة من الْمُسلمين ذهبت أَمْوَالهم وانهتكت أَحْوَالهم
وفيهَا وصلت الْأَخْبَار أَن صَاحب اسطنبول وَجه إِلَى ثغر مراكش جُنُوده وَعقد لأخذها بنوده وانفصل الْأَمر عَن حيازته لملكها ورتبت البشائر فِي الْبلدَانِ والعشائر وتتبع ذَلِك فتح الجريد وَهُوَ مَحل هُنَالك
وفيهَا انتهب أهل حُبَاشَة من سُفْيَان بعض قافلة مارة فَتوجه عَلَيْهِم من الحضرة السَّيِّد الرئيس صَالح بن عقبات فِي جمَاعَة من الْعَسْكَر فارتجع مَا أَخَذُوهُ وَاعْتَلُّوا بِأَن فعلهم ذَلِك لقطع مَا يعتادونه وَوصل شيخ حُبَاشَة إِلَى الحضرة فأودع الْحَبْس إِلَى أَن مَاتَ فِيهِ
وَفِي لَيْلَة الْأَحَد سادس عشر رَمَضَان توفّي القَاضِي الْعَلامَة الْحسن بن يحيى حَابِس بمحروس ذمار وَدفن بهَا بحوطة الإِمَام يحيى بن حَمْزَة وَكَانَ سَار إِلَيْهَا بِأَمْر الإِمَام لافتقاد تَرِكَة عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بن الإِمَام وَكَانَ مشاركا فِي الْفُنُون صَاحب ذكاء وظرافة ونفاسة وَغلب على حَاله سَعَادَة مُتَّصِلَة فَقضى بِصَنْعَاء والجراف غرر الْأَيَّام ونال من الدولة جليل الجاه وَجَمِيل