من برط فَقتلُوا مِنْهُم أَرْبَعَة وجنوا على آخَرين واستعادوا بعض المنهوب وَفِي أثْنَاء ذَلِك انتهب العرصان والمعضة وهم البدو الَّذين بأطراف مساقط الْجوف قافلة جَاءَت من حَضرمَوْت
وَاشْتَدَّ برد هَذِه السّنة وَكَانَ شُرُوعه عِنْد ابْتِدَاء رُجُوع الشَّمْس فاستمر قدر شَهْرَيْن
وَفِي السَّاعَة الرَّابِعَة من لَيْلَة الْأَحَد ثامن عشر من رَمَضَان رجفت الأَرْض وَانْشَقَّ لَهَا بعض الْبيُوت وانتبه النيام وَصَاح من فِي قلبه رقة وعمت أَكثر الْبِلَاد اليمنية وَفِي بعض الْمَلَاحِم المنسوبة إِلَى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ أَن الرجفتين المذكورتين فِي شهر جُمَادَى الْمَاضِي وَهَذَا شهر رَمَضَان عَلامَة لشدَّة الْبرد وغلا السّعر وَقلة الْمَطَر وَقد اتّفق ذَلِك كُله
قلت قَالَ السخاوي قَالَ الْمَيْمُونِيّ سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول ثَلَاثَة كتب لَا أصل لَهَا أصُول الْمَغَازِي والملاحم وَالتَّفْسِير قَالَ الْخَطِيب فِي جَامعه وَهَذَا مَحْمُول على كتب مَخْصُوصَة فِي الْمعَانِي الثَّلَاثَة غير مُعْتَمد عَلَيْهَا لعدم عَدَالَة ناقلها وزيادات الْقصاص فِيهَا
وَأما كتب الْمَلَاحِم فجميعها بِهَذِهِ الصّفة وَلَيْسَ يَصح فِي ذكر الْمَلَاحِم المرتقبة والفتن المنتظرة غير أَحَادِيث يسيرَة وَأما كتب التَّفْسِير فَمن أشهرها كتابا الْكَلْبِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان وَقد قَالَ أَحْمد فِي تَفْسِير الْكَلْبِيّ من أَوله إِلَى آخِره كذب قيل لَهُ فَيحل النّظر فِيهِ قَالَ لَا
وَأما الْمَغَازِي فَمن أشهرها كتاب مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَكَانَ يَأْخُذهُ عَن أهل الْكتاب