هَذَا الْكَلَام حَتَّى اتَّصل بكوكبان وشبام فهتكوا حَرِيم من عِنْدهم من الْيَهُود وَأخذُوا مَا مَعَهم من الأثاث والحلى والنقود وَلما صرخَ الصَّارِخ بشبام أَن هَذَا عَن أَمر الإِمَام بَادر أهل حَاز والغرزة إِلَى نهب من عِنْدهم
وَوصل جمَاعَة من هَمدَان وَحُضُور إِلَى صنعاء فأجدب عَلَيْهِم المرعا وخاب الْمَسْعَى ومنعهم أَمِير الْبَلَد السَّيِّد جمال الدّين عَليّ بن الْمُؤَيد وَحين بلغ نهبهم الإِمَام سد هَذَا الْبَاب وَذكر أَنه لم يَأْمر بالانتهاب وتوجهت على الَّذين انتهبوهم الْآدَاب
وَلما شرعت نَار سخفهم أَن تطفى وَحصل التغافل عَن فعلتهم الَّتِي لَا تخفى عَمدُوا إِلَى رجل مِنْهُم فجملوه بِأَحْسَن الثِّيَاب وأداروا عَلَيْهِ كؤوس الشَّرَاب وَلما أَخذه غول الْخمْرَة وخاضت بِهِ فِي الغمرة طلع إِلَى الْقصر الْكَبِير ورام أَن يتسنم كرسيه والسرير وَيَدْعُو إِلَى طوعه بالمأمور فِيهِ والأمير فَكلم السَّيِّد جمال الْإِسْلَام بالعبرانية بِكَلَام مَعْنَاهُ أَنه قد تمّ ملكك فقوض الْخيام واخرج عَن الْقصر وَسلم الْأَمر
فبادر أهل الحضرة بإنزاله وتبادر كل مِنْهُم إِلَى نعاله وَصبُّوا لَهُ مطرة بِلَا ريح جزا ذَلِك الْفِعْل الْقَبِيح الشنيع ثمَّ مضوا بِهِ إِلَى حبس الْبُسْتَان وأنزلوه بمنازل الهوان وخلعوا مَا عَلَيْهِ من ثِيَاب الْحَرِير ومسخت رئاسته إِلَى التعزيز كَمَا مسخ إخْوَته إِلَى القردة والخنازير وَرفع شَأْنه إِلَى الإِمَام فَعَاد جَوَابه بِمَا فِيهِ كِفَايَة النَّاس من شَره وإذاقته عواقب نكثه ومكره فأوصلوه إِلَى الْحلقَة وضربوا ثمَّ عُنُقه وعلق بِبَاب شعوب وَبَقِي مُدَّة على هَيْئَة المصلوب
وَعند ذَلِك ضاعف الإِمَام الْآدَاب على الْيَهُود وَأسْقط عمائمهم عَن الرؤس وَرفع كبارهم إِلَى الحبوس
وَفِي هَذِه السّنة اتّفق حَرْب بَين العصيمات وَخيَار وَقتل من الْجَانِبَيْنِ ثَلَاثَة أَنْفَار فأدبهم الإِمَام وتحاجزوا عَن الْخِصَام
وَفِي شعْبَان انتهب برط قافلة من العمشية كَانَت فِي عُهْدَة سُفْيَان فلحقهم الْعَار بذلك على قاعدتهم فصادفوا جمَاعَة