الأزرار واعتم بالسباعية وتأزر بالإزار وبقى على ذَلِك نَحْو ثَمَانِي سِنِين حَتَّى أفضت الْبِلَاد إِلَى يَد جَعْفَر باشا وعاوده الْأمان فَعَاد إِلَى الأوطان وَفِي ذِي الْحجَّة مَاتَ بِالْمرضِ بِبَيْت القابعي عَالم وَاتفقَ مثله ببندر المخا
وَدخلت سنة سِتّ وَسبعين وَألف فِي محرمها وصل حَاج الْيمن وَاتفقَ مَعَهم فِي الدُّخُول بعض شلش مَعَ الحرامية وَقتل مِنْهُم وَاحِد وَمن معسكر الْمحمل إثنان وَفِي هَذِه الْأَيَّام رَجَعَ صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن من الْجوف وَكَانَ فِي عزمه النّفُوذ إِلَى برط لتقرير الْوَاجِبَات وتمهيد الْأَحْوَال وَرُبمَا أَرَادَ ضبط الْبِلَاد بعمال فتفطن لذَلِك قُضَاة الْجِهَة وعلماؤها بني الْعَنسِي وَلَهُم الْوَاجِبَات تساق إِلَيْهِم بِغَيْر وَاسِطَة فاتفق رَأْيهمْ ورأي أَعْيَان برط أَن يسْتَدرك الصفي على وَجه خَفِي فحثوا الْبرد بالرسائل إِلَى الإِمَام وَإِلَى ابْن أَخِيه الْملك عز الْإِسْلَام بِمَا يتَضَمَّن أَن أَحْوَال الْبِلَاد فِي الصّلاح وَمَا هُنَاكَ خلل ومنادي طاعتها يُؤذن لدولتكم بحي على الْفَلاح حَيّ على خير الْعَمَل وصفي الْإِسْلَام لَا تحمله الْبِلَاد هَذِه الْأَيَّام والواجبات المفترضة فِي الْأَمْوَال قد توجه مصرفها من غير وَاسِطَة الْعمَّال فَعَاد أَحْمد بعد أَن نفذت تِلْكَ الرسائل ونجعت فِي خاطر الإِمَام وَعز الْإِسْلَام تِلْكَ الرسائل
وفيهَا سَار الْأَمِير الْفَاضِل عبد الْقَادِر بن الْأَمِير النَّاصِر إِلَى حَضْرَة الإِمَام فَقضى حق الزِّيَارَة وَأَشَارَ إِلَى اتساع التَّكْلِيف بعض إِشَارَة ووقف مَعَ الإِمَام على أَمر يرجع إِلَيْهِ وَكَلَام فِي ذَلِك يحسن السُّكُوت عَلَيْهِ
وفيهَا ساخت جبال بِالْيمن مِنْهَا جبل فِي جِهَة الأهجر حَتَّى كبس الطَّرِيق وَمنع الْمَارَّة عَنْهَا وَمِنْهَا بِبِلَاد كحلان وعفار وفيهَا مَاتَ الْفَقِيه الْعَلامَة بدر الدّين مُحَمَّد بن لطف الله الخواجا الشِّيرَازِيّ الأَصْل ثمَّ الصَّنْعَانِيّ بوطنه الجراف خرج
وَفِي ربيع الآخر توفّي بحصن مُبين نَائِب حجه السَّيِّد مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم الجحافي وَقعد مَكَانَهُ أَخُوهُ عَليّ بن الْحُسَيْن وَفِي هَذِه الْأَيَّام وصلت كتب مَكَّة معلنة بِخُرُوج الشريف بَرَكَات وَمَعَهُ جمَاعَة من عَسْكَر السلطنة وَصَاحب الْمحمل الْعِرَاقِيّ إِلَى محروس الْمَبْعُوث وَأَن الشريف يعد بن زيد سَار من الطَّائِف إِلَى بحيلة وَهِي مَا بَين الطَّائِف وبلاد بيشة
وَفِي خَامِس ربيع توجه صفي الدّين أَحْمد بن الْحسن من الْغِرَاس إِلَى صنعاء فَبَاتَ بداره ثمَّ سَار إِلَى ضوران حَضْرَة الإِمَام بعد أَن أزعجه الإِمَام للوصول للخوض فِيمَا كَانَ سعد بن زيد ذكره من استدعاء عَسَاكِر لأخذ الْحَرَمَيْنِ وَقد ذكرنَا فِيمَا مضى مَا أَشَارَ بِهِ الصفي وَولده الْعزي وَفِي أثْنَاء ذَلِك وصل مَكْتُوب السنجق دَار مُحَمَّد شاويش بكرلبكي السلطنة ونائبها فِي الْخُرُوج على سعد يذكر فِيهِ أَنه بلغه رُجُوع بعض حَاج الْيمن وَأَنه سَاءَهُ ذَلِك وَرُبمَا أَن التخوف من جَانب الباشا حُسَيْن وَأَن الشريف سعد إِذا أَرَادَ الْخُرُوج إِلَيْكُم فاحذروا عَن مساعدته واسعوا فِي مباعدته فخروجه إِلَى الْيمن مَظَنَّة لتغير خاطر السُّلْطَان وَالرجل مَرْفُوع خَبره متبوع أَثَره فصادف كَلَامه شَيْئا فِي نفس الصفي وَمن أَشَارَ بشوره
وَفِي جُمَادَى الأولى توفّي السَّيِّد الْعَلامَة صارم الْإِسْلَام إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد المؤيدي بِبَلَدِهِ العشة خَارج صعدة رَحمَه الله وَأعَاد من بركاته وَله الشَّرْح على هِدَايَة سَيِّدي صارم الدّين إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد وَشرح الكافل وَغير ذَلِك وَقيل أَن لَهُ مؤلفا فِي الْأَنْسَاب سَمَّاهُ الرَّوْض الباسم وَفِي نسب آل الْقَاسِم يَعْنِي الْقَاسِم بن إِبْرَاهِيم وَلم اقف عَلَيْهِ
وَفِي هَذِه الْأَيَّام وصل مُحَمَّد عَامر من الْحَبَشَة إِلَى سَاحل المخا طريدا من سواكن بعد وُصُول عمر باشا إِلَيْهَا وَكَانَ قد أَسَاءَ إِلَى جَانب مصطفى باشا