جده من شيراز وَاسْتقر وَالِده لطف الله وشكر الله بِالْيمن وَأما صنع الله وشهرمين فسافرا إِلَى مَكَّة واستقرا بهَا وَكَانَ للطف الله وَالِد صَاحب هَذِه التَّرْجَمَة فِي نعومة الْعَيْش والتنقل إِلَى أَمَاكِن النزهة وَالْأَحْوَال المبسوطة حَال لَا يُشَارِكهُ فِيهِ غَيره نَشأ وَلَده هَذَا على منهاج الطّلب ولازم حَضْرَة القَاضِي فَخر الدّين عبد (118) الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الحيمي رَحمَه الله فَأدْرك فِي الْمعَانِي والنحو وَالْأُصُول والمنطق وَدفن بخزيمة وأنيف قَبره وَوضع عَلَيْهِ صَخْرَة فِيهَا تَعْرِيف نسبه ومرثاة بليغة أَنْشَأَهَا القَاضِي الْعَلامَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم السحولي وَله نظم فِي نِهَايَة اللطف مِنْهُ الْمَقْطُوع الَّذِي سلف
وَفِي جُمَادَى الأولى سَار الإِمَام من شهارة إِلَى حبور فصادف بهَا أَوْقَات روح وحبور وَاجْتمعَ هُنَاكَ من السَّادة آل جحاف بالعلماء الْأَعْلَام والكتبة الْكِرَام وَكَانَ كملاؤهم قد قَامُوا بمملكته وقعدوا فسعدت حَضرته بخدمتهم كَمَا سعدوا
وَفِي هَذَا الشَّهْر سَار عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحسن بن الإِمَام من ذمار الكرد إِلَى الْيمن الْأَسْفَل، فسكن بيريم وَحسن التَّدْبِير لَا يبرح وَلَا يريم ثمَّ طَاف بعد ذَلِك فِي الْبِلَاد إِلَى أَن اسْتَقر بجبلة.
وَفِي هَذِه السّنة خرج شرِيف من المأخذ عَن طَاعَة الإِمَام وَطعن فِي شَيْء من سيرته فِي الْأَنَام وَقَالَ أَن الْعَطاء قصر على نوع خَاص من تِلْكَ المصارف الثَّمَانِية وَرُبمَا تاقت نَفسه بعد ذَلِك إِلَى تُسنم الزعامة والتسمي بِالْإِمَامَةِ فَلَمَّا لم يتلق حَدِيثه بِالطَّاعَةِ والسمع وَرَأى لِسَان حَال النَّاس بِغَيْر الْجمع
(أَصمّ لَا يسمع الشكوى وأبكم لَا ... يدْرِي الْمقَال وَعَن ال المشوق عمى)
توجه إِلَى عمان وأقع عَن ذَلِك الشَّأْن وَيُقَال إِنَّه ركب الْبَحْر فَمَاتَ فِيهِ
وفيهَا اسْتَقر شرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن بن الْحسن برداع فَأصْلح سورها ونظم أمروها
وفيهَا توفّي حَاكم زبيد القَاضِي إِسْحَاق بن جغمان من عُلَمَاء الشَّافِعِيَّة وَدفن بِمَدِينَة زبيد المحمية
وَفِي شعْبَان وصل صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن من