على بعض بني النزيلي وَكَانَ فِي زمن الْمُؤَيد بِاللَّه نَائِبا بالطويلة فَلَمَّا صَارَت إِلَى الْأَمِير النَّاصِر بن عبد الرب بِولَايَة الإِمَام المتَوَكل عذره عَنْهَا فاستمر استقراره بهَا وَتَوَلَّى منصب الْقَضَاء وَكَانَ بَصيرًا بمواقع الْجَواب كتب إِلَيْهِ الإِمَام وَهُوَ أَمِير بخدار للداعي أَحْمد بن أَمِير الْمُؤمنِينَ صنو الإِمَام وَكَانَ من كِتَابه لَا يَنْبَغِي من مثلكُمْ وَأَنْتُم بِمحل من الْعلم أَن تَكُونُوا بغاة علينا ومحاربين لنا وصنوكم أَحْمد الْمُتَقَدّم إِلَى الدعْوَة عَلَيْكُم فَأجَاب الإِمَام ظنية اجتهاديه وَكَانَ صَاحب توقد وحدة وَفِي الْأَحَادِيث الدائرة على الْأَلْسِنَة الحدة تعتري خِيَار أمتِي
اتّفق فِي بعض مجَالِس تدريسه أَن رجلا رَاجعه فِي العقائد وَكَانَ ذكر لَهُ أَن مَذْهَب آبَائِك كَذَا وَكَذَا فَقَالَ أَنا أعرف بِمذهب أهل الْبَيْت مِنْك وأقوالهم وكتبهم ورواياتهم وأحوالهم ثمَّ أَمر بِإِخْرَاجِهِ من حَضرته وَأَن لَا يعود إِلَيْهَا
وَلما اسْتَقر الصفي هَذِه الْمدَّة بالجوف وجد هُنَالك مآثر أشبه بأهرام مصرمحفوفة بنهر مُرَاد ونهر شوابه وَهُوَ نهر فوار لَا يُمكن عبوره أَيَّام الأمطار وَفِي غَيرهَا لَا يعبره إِلَّا الشطار قيل وَهُوَ كنهر السحول بِالْيمن لَكِن أَهله أشرار وَلَيْسَ فِي الْغَالِب من أهل الْقَرار إِنَّمَا عمدتهم على اللحوم والألبان لاعلى الثِّمَار وَلما تخَلّل الصفي وَمن مَعَه تِلْكَ المآثر الَّتِي تبهر الْإِنْسَان وتنطق عَن ساكنيها بِغَيْر لِسَان دبت عَلَيْهِم نمل كَأَنَّهَا الرمل وأزعجتهم عَن ذَلِك الْمحل وَهَذِه الأثار المجهولة والأطلال الَّتِي كَانَت مأهولة قد حملت فِي نظيرها فِي بِلَاد دهمة طيور على من أَرَادَ أَن يفتش عَن عجائبها حَتَّى اضطرتهم إِلَى الْخُرُوج عَن جوانبها
وَفِي شَوَّال اتّفق أَن بَيْتا بِالْقربِ من دَار النَّقِيب جَوْهَر سَعْدَان شرس على أَهله الجان وأصابه طائف من الشَّيْطَان فتكرر إِلَيْهِ الرَّجْم فِي اللَّيْل