(تنْحَل عَنَّا صعدة الشَّام لائذا ... فَكَانَ لبرق الشؤم أمثل شائم)
(مضى ليقص الحادثات لمن بهَا ... وَقد قصّ من علياه ريش القوادم)
(وَكَانَ لشدق الهندواني طعمة ... فَللَّه سيف طاعم أَي طاعم)
(كَذَا من عصى فِي مَذْهَب الْبَغي رَأسه ... فَلَيْسَ لَهُ غير العواصي العواصم)
وَلما انحسم ضَرَره وبتر عمره تَوَجَّهت الأجناد إِلَى تتبع بَقِيَّة أَصْحَابه وَفِيهِمْ السودي فاتفقت عِنْد ذَلِك حروب مُتعَدِّدَة تولى شَأْنهَا الْأَمِير السَّيِّد الْأَعْظَم إِسْحَاق بن الْمهْدي وَغَيره وَكَانَ غَايَة ذَلِك الإستيلاء على جمَاعَة السودي وفر بِنَفسِهِ إِلَى حَيْثُ يخفى مَكَانَهُ ويستتر جثمانه وسكنت زعازع فتنته واستراح النَّاس من قَبِيح فعلته وَلَيْسَ هَذَا مَحل الْقِصَّة وَإِنَّمَا جر إِلَيْهِ ذكر السودي الْمُسَمّى بِعَبْد الله
وَفِي اول شعْبَان سَار صفي الْإِسْلَام أَحْمد بن الْحسن إِلَى معِين من بِلَاد الْجوف وَأرْسل جمَاعَة من الْجند إِلَى صروم المعضة الَّذين انتهبوا هَدِيَّة السُّلْطَان بدر فَاسْتَاقُوا بعض مَوَاشِيهمْ ثمَّ تبعتهم المعضة بعد عزمهم ففاتتهم الْمَوَاشِي وَقتلُوا من أَصْحَاب الصفي أَرْبَعَة أَنْفَار وَاتفقَ بَين بني أَسد بسفيان هَذِه الْأَيَّام غارات ذهب فِيهَا سِتَّة أَنْفَار وَفِي هَذَا الشَّهْر سَار السَّيِّد الْعَلامَة مُحَمَّد بن عَليّ الغرباني من صنعاء إِلَى برط وَلما وصل إِلَيْهِم ذكر لَهُم أَشْيَاء استنكرها من السِّيرَة المتوكلية وَأَنه قد تضيق عَلَيْهِ الْقيام وَعَلَيْهِم الْإِجَابَة والإنعام وَآل أمره إِلَى الْعود إِلَى صنعاء لانخرام ذَلِك الْحساب وَعدم من يُعينهُ على فتح هَذَا الْبَاب
وَفِي رَمَضَان توفّي السَّيِّد الْعَلامَة عز الدّين بن دريب بالطويلة غربي كوكبان وبيته هُنَالك وَكَانَ صَاحب عرفان فِي الْفِقْه مشاركا فِي غَيره وَسمع البُخَارِيّ