وَالنَّهَار حَتَّى كَاد أَن يسلب عقول أَهله كَمَا سلبهم الْقَرار ولصدور مثل هَذَا عَن الجان نَظَائِر وَأَشْبَاه وَأما تشكلهم فَفِيهِ الْخلاف وَأنْكرهُ الْعَلامَة صَاحب الْكَشَّاف وَتكلم عِنْد تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {الَّذِي يتخبطه الشَّيْطَان من الْمس} بِمَا لَا تَدْعُو إِلَى تمحله الْحَاجة وَلَا يمس مُحَافظَة على قَاعِدَة إخوانه الْمُعْتَزلَة وَقد قابله كَلَام سعد الدّين بِمَا يَكْفِي ويشفي وَرَأَيْت سَيِّدي عز الْإِسْلَام مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن الْمَنْصُور قد كتب على هَامِش حَاشِيَة السعد مَا لَفظه رَأينَا من هَذَا الشكل مَا يبهر الْعُقُول ويردع رائده عَن طرق الفضول انْتهى
وَفِي ثَانِي شَوَّال توفّي الشَّيْخ الرئيس أَحْمد بن عَامر الجماعي من مَشَايِخ الْيمن الْأَسْفَل وَهُوَ الَّذِي تزوج إِحْدَى بَنَات شرف الْإِسْلَام الْحُسَيْن بن الْمَنْصُور وَفِي آخر شَوَّال سَار إِلَى مَكَّة بإمارة الْحَج السَّيِّد بدر الدّين مُحَمَّد بن صَلَاح الجحافي وَزِير الإِمَام وَعذر الْحَاج فرحان عَن ذَلِك لما حصل بَينه وَبَين الحرامية فِي الْعَام الْمَاضِي
قد ذكرنَا فِيمَا مضى أَن الْحُسَيْن باشا صَاحب الْبَصْرَة أخرج عِيسَى باشا عَن وَكره وَضم قطره إِلَى قطره وَالْقدر يَقُول لعيسى أَنْت عَائِد إِلَى ربع ملكك الفسيح فاصبر كَمَا صَبر سميك الْمَسِيح حَيْثُ نسب إِلَيْهِ كل أَمر عَظِيم حَتَّى قيل هُوَ الْقَدِيم وَأحد الأقانيم وَأما الْحُسَيْن فقد ظلمك بسؤال نعجتك إِلَى نعاجه فسيرك التِّسْعَة وَالتسْعين بعد إزعاجه وَكَانَ عِيسَى قد عرض شكواه إِلَى