(أما أَن هاروتا وماروت حذرا ... بِبَابِل من يشرى بصفقه نادم)

(وللنصح قَالَا إِنَّمَا نَحن فتْنَة ... لقوم فَلَا تكفر بِرَبّ العوالم)

(فَمَا بَال إِبْرَاهِيم علم قومه ... وأهمل نصحا كَانَ ضَرْبَة لَازم)

(وَزَاد على هَذَا فأودع سحره ... حمائل فِي قمصانهم والعمائم)

(يروم دوَام الْملك فِي قفل مدوم ... وهيهات غير الله لَيْسَ بدائم)

(أيدعى إِمَامًا من تعاطى شَرِيعَة ... بِجَهْل وعادى كل قطب وعالم)

(وَبث إِلَى الْآفَاق جمعا مكسرا ... با وفاقه حَتَّى انثنى غير سَالم)

(فحكمت الْأَبْطَال فيهم صوارما ... وَمَا غَيرهَا فِي فيصل من تحاكم)

(وَلَو حكمُوا فِي مَا أَتَوا من صنيعهم ... لدانوا بِأَن الله أعدل حَاكم)

(أيا قَاسم دم قاسما كل مغنم ... فَإنَّك فِي ذَا الْعَصْر أهيب قَاسم)

(سللت سيوفا مزقت درع سحرهم ... وَكَانَ لجرح الْبَغي اشغى المراهم)

(وأودعت أطواق الْحَدِيد رقابهم ... وَهل ينفع المسحور غير التمائم)

(وَحين تَمَادَوْا فِي قَبِيح فعالهم ... بعثت بأساد الجلاد القشاعم)

(تَطوف من الْأَبْطَال شرقا ومغربا ... بطوفان نوح من قِنَا وصوارم)

(لقد نصبوا فَوق الذوابل أرؤسا ... تنوح على الخرصان نوح الحمائم)

(وأفنوا بطاريق الوغا فِي بروجها ... وَلَو أَنَّهَا لاذت ببرج النعائم)

(لإن فر إِبْرَاهِيم عَن حومة الوغى ... فَمن فَوْقه طير الشقا أَي حائم)

(وَمَا فر إِلَّا والمهند خَلفه ... يلوح وأصوات الردى فِي هماهم)

(فَلَو كَانَ فرعانا ودبر حِيلَة ... إِلَى الجو لاستنزلته بالسلالم)

(وَلَو كَانَ بلقيسا لأرسلت آصفا ... فجَاء بِهِ فِي لمحة أَي راغم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015