الْفِرَار إِلَى صعدة حَضْرَة السَّيِّد الْعَلامَة عَليّ بن أَحْمد بن الإِمَام فَلَمَّا خَاضَ مَعَه فِي مُسْتَند مَا فعله أجبا بِجَوَاب يقتضى بِأَنَّهُ من أَغْنَام النَّاس فحبسه ثمَّ أطلقهُ إِلَى السَّيْف
وَقد وضعت مَا هُوَ أبسط من هَذَا فِي تسيير أمره وبدو شَره وَكنت لَا أَشك فِي أَنه أحد الدجاجلة لَوْلَا أَن فِي الحَدِيث أَن بَين السَّاعَة قَرِيبا من ثَلَاثِينَ دجالًا كل وَاحِد مِنْهُم يَدعِي النبؤة وَهُوَ لم يدع النُّبُوَّة كَمَا سلف وَقلت فِي ذَلِك
(فِي رَجَب دَاع دَعَا ... إِلَى فَسَاد وَتلف)
(يَا بئس مَا قدمه ... من الْقَبِيح واقترف)
(فِي فتكه بالعلما ... وكل من لَهُ شرف)
(وَوَصفه قد جَاءَ فِي ... تَارِيخه شَرّ الشّرف) وَقلت
(مِثَال الْمَعَالِي بالعوالي اللهاذم ... وَمسح الطلا بالبيض لَا بالطلاسم)
(وَتَحْت ظلال المشرفية جنَّة ... أرائكها منضودة من جماجم)
(محت سود أرقام الكهانة فِي الوغا ... ذوابل أرماح كنقش الأراقم)
(وجرد إِذا هاج الْوَطِيس تزأرت ... عَلَيْهَا لهاميم الكماة الضراغم)
(تناعس إِبْرَاهِيم فِي سنة الْكرَى ... وَمَال إِلَى أضغاثه كل نَائِم)
(ورام افتتاحا للبلاد بجبة ... وقبع وطلسم غَدا نقش خَاتم)
(وَفِي كل وَاد هام بِالسحرِ قلبه ... وَوَافَقَهُ فِي سخفه كل هايم)
(وصير تمويه الكهانة حجَّة ... فَطَافَ بِهِ فِي حجَّة والتهايم)
(وَلَو كَانَ (بدر بن الْمقنع) مقنعا ... لَكَانَ عَلَيْهِ الْيَوْم دين الْأَعَاجِم)