وَفِي رجوعهم مروا بِمَدِينَة بازارجق وَلما لم يَجدوا بهَا حامية قتلوا جَمِيع من فِيهَا من شُيُوخ وَنسَاء واطفال وبمجرد مَا شعروا بقدوم الْجنُود المظفرة انسحبوا مِنْهَا بِكُل سرعَة تاركين امتعتهم حَتَّى قَالَ المؤرخ همر ان العثمانيين وجدوا اللَّحْم فِي الْقُدُور على النَّار وَهَذَا مِمَّا يدل على مَا وَقع فِي قُلُوب الْجنُود الروسية من الرعب من الاسود العثمانية الَّتِي لَوْلَا عدم كفاءة اَوْ قلَّة صداقة بعض قوادهم لما علمُوا للتقهقر اَوْ الْهَزِيمَة اسْما
وَفِي ذَلِك الْوَقْت كَانَ عَليّ بيك الملقب بشيخ الْبَلَد الَّذِي اسْتَقل تَقْرِيبًا بشؤن مصر تخابر مَعَ قَائِد الدونانمة الروسية بالبحر الابيض الْمُتَوَسّط ليمده بالذخائر والاسلحة حَتَّى يتم اسْتِقْلَال مصر فساعده الْقَائِد الروسي رَغْبَة فِي وجود الحروب الداخلية فِي الدولة وَبِذَلِك امكن عَليّ بيك فتح مَدَائِن عزة ونابلس واورشليم ويافا ودمشق وَكَانَ يستعد للسير إِلَى حُدُود بِلَاد الاناطول اذ ثار عَلَيْهِ اُحْدُ بيكاوات المماليك وَهُوَ مُحَمَّد بيك الشهير بَابي الذَّهَب فَعَاد عَليّ بيك إِلَى مصر لمحاربته فَانْهَزَمَ
وَبعد ان تحصن فِي القلعة التجأ إِلَى الشَّيْخ طَاهِر الَّذِي كَانَ عَاملا على مَدِينَة عكة من قبل الدولة الْعلية واستأثر بهَا واتحد مَعَه على محاربة العثمانيين بالاتحاد مَعَ الروس وتخليص مَدِينَة صيدا الَّتِي كَانُوا يحاصرونها فسارا إِلَى هَذِه الْمَدِينَة والتقيا بالعثمانيين خَارِجهَا وانتصرا عَلَيْهِم بمساعدة المراكب الروسية الَّتِي كَانَت ترسل مقذوفاتها على الْجَيْش العثماني ثمَّ اطلقت السفن الروسية قنابلها على مَدِينَة بيروت فاخربت مِنْهَا نَحْو ثَلَاثمِائَة بَيت وَبعد ذَلِك عَاد عَليّ بيك إِلَى مصر فِي محرم سنة 1187 ابريل سنة 1773 لمحاربة مُحَمَّد بيك ابي الذَّهَب وانضم إِلَى جيوشه اربعمائة جندي روسي فقابلهم ابو الذَّهَب عِنْد الصالحية بالشرقية وفاز عَلَيْهِم بالنصر واسر عَليّ بيك واربعة من ضباط الروس بعد ان قتل كل من