بِحَرب الثَّلَاثِينَ سنة لانتهزنت هَذِه الفرصة وَفتحت بِلَاد المجر بِدُونِ مقاومة وَمن جِهَة اخرى لَوْلَا وَلَاء المجر وتفضيلهم الْحُكُومَة العثمانية على حُكُومَة النمسا لثاروا طلبا للاستقلال وَبعد ذَلِك توالت الثورات تَارَة من الانكشارية وطورا من السباه وآونة من الاهالي لما يثقل عَلَيْهِم نير استبداد الْجنُود وتعاقب عزل وتنصيب الصُّدُور بِسُرْعَة غَرِيبَة لم تسبق فِي الدولة وَلَا فِي ايام حكم السُّلْطَان سليم تبعا للاهواء والغايات واختل النظام اَوْ بِعِبَارَة صَرِيحَة صَار عدم النظام نظاما للدولة

وَفِي هَذِه الاثناء تغلبت مراكب جمهورية البندقية على عمَارَة الدولة عِنْد مدْخل الدردنيل واحتلت تنيدوس وجزيرة لمنوس وَغَيرهمَا ومنعت بذلك المراكب الحاملة للقمح واصناف الماكولات عَن الْوُصُول إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة من هَذَا الطَّرِيق حَتَّى غلت جَمِيع الاصناف وَاسْتمرّ الْحَال على هَذَا المنوال وَلَا نظام وَلَا امن وَلَا سكينَة وبالاختصار لَا حُكُومَة ثَابِتَة إِلَى ان قيض لَهَا الْوَالِي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْوَزير مُحَمَّد باشا الشهير بكوبريلي الَّذِي تولى منصب الصدارة سنة 1067 سنة 1656 فعامل الانكشارية مُعَاملَة من يُرِيد ان يطاع اطاعة عمياء وَقتل مِنْهُم خلقا كثيرا عِنْدَمَا ثَارُوا كعادتهم لما راوه رجلا خَبِيرا بدخائل الامور قَادِرًا على قمعهم والزامهم الْعود إِلَى السكينَة وامر بعد تَعْيِينه بِقَلِيل بشنق بطريرك الاروام لما ثَبت لَهُ تدخله فِي الدسائس والفتن الداخلية

وَمِمَّا يُؤثر عَن هَذَا الْوَزير الْجَلِيل انه استصدر امرا من السُّلْطَان بِمَنْع قتل سلفه وَكَانَ قد امْر بقتْله وتعيينه واليا على كانيشا وَفِي اواسط يوليه سنة 1657

طور بواسطة نورين ميديا © 2015