19
انْفَرد بِالْملكِ ولصغر سنه وَقعت المملكة فِي الفوضى وَصَارَت الْجنُود لاترحم صَغِيرا وَلَا توقر كَبِيرا وَسعوا فِي الارض فَسَادًا وَرجعت الْحَالة إِلَى مَا وصلت اليه قبل تولي السُّلْطَان مُرَاد الرَّابِع بل إِلَى اتعس مِنْهَا وسرى عدم النظام إِلَى الْجنُود المحاصرة كنديا بكيفية اضطرت قائدهم السِّرّ عَسْكَر حُسَيْن باشا لرفع الْحصار عَنْهَا وَكَذَلِكَ كَانَ سريان هَذَا الدَّاء العضال إِلَى الْجنُود البحرية سَبَب انهزام الدونانمه العثمانية امام دونانمة الْعَدو امام مَدِينَة فوقيه سنة 1649 ثمَّ ثار بآسيا الصُّغْرَى فِي هَذِه السّنة ايضا رجل يدعى قاطرجي اوغلي وانضم اليه آخر يدعى كورجي يني وهزما احْمَد باشا وَالِي الاناطول وسارا إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَلَوْلَا وُقُوع الشقاق بَينهمَا لخيف على العاصمة من وُقُوعهَا فِي قبضتهما لَكِن وَقع الْخلف بَينهمَا وافترقا فحاربهما الْجند وَهزمَ الثَّانِي وَقتل وارسل راسه إِلَى السُّلْطَان وَتمكن الآخر وَهُوَ قاطرجي اوغلي من الْحُصُول على الْعَفو عَنهُ وتعيينه واليا للقرمان وَبِذَلِك انْتَهَت هَذِه الثورة لَوْلَا اشْتِغَال النمسا بِالْحَرْبِ الهائلة الدِّينِيَّة الْمَعْرُوفَة