وحصون بِدُونِ مقاومة تذكر الا ان مَدِينَة جانز ابدت من الدفاع اكثر مِمَّا كَانَ يتَوَقَّع مِنْهَا لقلَّة حاميتها لَكِن لم تَجِد مدافعتها شَيْئا بل سلم قائدها القلعة فِي 26 محرم سنة 939 28 اغسطس سنة 1532 بِشَرْط عدم دُخُول الْجنُود العثمانية الْمَدِينَة فَقبل السُّلْطَان هَذَا الشَّرْط مُكَافَأَة لاهاليها على مَا ابدوه من حب الوطن والشهامة والاقدام فِي الدفاع عَنهُ
ثمَّ سَار الْجَيْش الهوينا إِلَى عَاصِمَة النمسا وَلما اقْترب مِنْهَا مَال إِلَى جِهَة الْيَسَار قَاصِدا اقليم استيريا وَمِنْهَا عَاد إِلَى بلغراد ثَانِيًا بِدُونِ ان يحاصر مَدِينَة ويانه لما بلغه من استعداد شارلكان للدفاع عَنْهَا وَجمع الجيوش فِيهَا بَين نمساويين والمان واسبانيول وَغَيرهم وَعدم وجود مدافع حِصَار مَعَه ولاقتراب فصل الشتَاء بزمهريره وجليده اللَّذين لَا يُمكن مَعَهُمَا اسْتِمْرَار الْحصار بكيفية ضامنة لفتحها وادخالها فِي حوزة الاسلام كَمَا فتحت بِلَاد المجر وعاصمتها من قبلهَا
وَلما وصل السُّلْطَان فِي ايابه إِلَى مَدِينَة فيليبه عين صَاحب كراي التتري خَانا لبلاد القرم بدل اخيه مُكَافَأَة لَهُ على خدماته اثناء مُرُور الْجَيْش باراضي النمسا ورتب لاخيه سعادت كراي معاشا سنويا يَلِيق بمقامه وَفِي 19 ربيع آخر سنة 939 18 نوفمبر سنة 1532 عَاد السُّلْطَان إِلَى مَدِينَة الْقُسْطَنْطِينِيَّة وزينت الْمَدِينَة وضواحيها عدَّة لَيَال مُتَوَالِيَات احتفالا بعودة جلالته
وَفِي اثناء انتشاب هَذِه الحروب من جِهَة الْبر اتت تَحت امرة الاميرال اندري دوريا عمَارَة بحريّة مؤلفة من سفن شارلكان الحربية وَمَعَهَا عدَّة