يَوْمه عَادَتْ الْجنُود العثمانية إِلَى معسكرها بِدُونِ ان تقوى على الدُّخُول فِي الْمَدِينَة وَلما رأى السُّلْطَان ان ذخيرة الطوبجية الَّتِي عَلَيْهَا الْمعول فِي الْحصار قد نفدت والشتاء قد اقبل بشدته وثلوجه الْمَعْهُودَة فِي هَذِه الْجِهَات الشَّدِيدَة الْبُرُودَة اصدر اوامره بِالرُّجُوعِ عَن ويانه هَذِه السّنة واعداد الجيوش لمعاودة الكرة عَلَيْهَا فِي اقْربْ وَقت وَكَانَت هَذِه هِيَ الْمرة الاولى الَّتِي لم يفز السُّلْطَان سُلَيْمَان بالنصر فِيهَا وَمر فِي عودته على مَدِينَة بود عَاصِمَة المجر وَبعد ان ودع ملكهَا زابولي عَاد إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّة من طَرِيق بلغراد
وفى ربيع سنه 1531 ارسل ملك النمسا جَيْشًا لمحاصرة مَدِينَة بود واستخلاصها من قَبْضَة زابولي خَليفَة العثمانيين وحليفهم فصدوا عَنْهَا بِقُوَّة الحامية الاسلامية المعسكرة فِيهَا وَفِي 19 رَمَضَان سنة 938 25 ابريل سنة 1532 سَار السُّلْطَان سُلَيْمَان قَاصِدا مَدِينَة ويانه ثَانِيَة لفتحها ومحو مَا لحقه من الفشل امامها فِي الْمرة الاولى بعد ان رفض مَا عرضه عَلَيْهِ فردينان ارشيدوق النمسا من الصُّلْح وَلما وصل إِلَى مَدِينَة نيش بِبِلَاد الصرب وجد فِي انْتِظَاره سفراء من قبل ارشيدوق النمسا وَوجد بِمَدِينَة بلغراد سفيرا جَدِيدا من قبل ملك فرانسا فرانسوا الاول وَهُوَ المسيو رنسون فقابله السُّلْطَان فِي اول ذِي الْحجَّة سنة 938 5 يولو سنة 1532 باحتفال فائق لم يسْبق مثله لاي سفير غَيره وَذَلِكَ انه صف لاستقباله عدد عَظِيم من الْجنُود واطلقت المدافع تَحِيَّة لقدومه وقابله السُّلْطَان مُقَابلَة خُصُوصِيَّة محاطا بوزرائه وقواد جيوشه على ضد مَا حصل لمراسلي فردينان الَّذين قوبلوا بِكُل تحقير وامتهان وَبعد الْمُقَابلَة وتبادل عِبَارَات السَّلَام بَين السفير الفرنساوي وجلالة الْخَلِيفَة الاعظم عَاد السفير لملكه حَامِلا خطابا لمرسله يُؤَكد السُّلْطَان فِيهِ اتحادهما على محاربة شارلكان ووعده بامداده بالعمارة العثمانية إِذا مست الْحَاجة ثمَّ سَار السُّلْطَان بجيوشه الَّتِي كَانَ يبلغ عَددهمْ مِائَتي الف مقَاتل وانضم اليهم بعد مزاولتهم مَدِينَة بلغراد خَمْسَة عشر الف فَارس من تتر القرم تَحت قيادة صَاحب كراي اخي خَان القرم وَفِي اثناء الْمسير نَحْو مَدِينَة ويانه فتح الْجَيْش عدَّة قلاع