غدت ملّة الإسلام تبكى تأسّفا … كأن لم يكن فوق البسيطة مسلم
تنوح على أيامها وشبابها … فيبكى لها البيت العتيق وزمزم
لقد عمل الأعداء كيدا لسحقها … فها هى بين القوم نهب مقسّم
تذكّرت الصّدّيق إبّان مجدها … فبلّلها سحّ من الدمع مسجم (?)
تنادى بصوت يقطع القلب حسرة … دراك أبا حفص فقد كدت أعدم
وملة الإسلام تبكى متحسرة، كأن لم يبق فوق الأرض مسلم، تنوح على أيامها الماضية وشباب مجدها الغابر، ويبكى لها المسجد الحرام وبئر زمزم، فقد اجتمع أعداؤها على الكيد لها، وتلك ديارها نهب مقسم بينهم. وتذكرت أبا بكر الصديق العظيم فى أوائل مجدها وعزتها وذرفت الدمع مدرارا، وتعول بصوت محزون منادية الفاروق عمر بن الخطاب أدركنى قبل أن يفتك بى الأعداء. وللشيخ مدّثّر البوشى المولود سنة 1903 للميلاد مدحة نبوية بديعة، استهلها بنقد عنيف لشعبه السودانى، يريد أن يدفعه إلى العمل والعلم على هدى الشريعة المحمدية، وينشد (?):
الله أكبر هذا يوم مولده … فالكون مبتهج من نوره الحسن
حيّيت يا ليلة الميلاد مشرقة … على الربوع بوجه ساطع الزّين
حيّيت يا ليلة الميلاد جالبة … للبشر مذهبة للهمّ والحزن
حيّيت يا ليلة الميلاد كم رقصت … فيك النفوس فحاكت مائس الغصن
حييت يا ليلة الميلاد إن لنا … فخرا بتجديد ذكرى خير مؤتمن
هو النبىّ الذى عمّت فواضله … كلّ الوجود كصوب العارض الهتن
والشيخ مدثر يكبّر معظما يوم مولد الرسول الذى عمت الكون بهجته من نوره الوضاء، ويحيّى ليلة ميلاده التى استحالت على الآفاق ليلة مضيئة بوجه مشرق مزدان بالأضواء والأنوار، وقد جلبت البشر والسرور ومحت الهم والحزن، ويقول كم رقصت فيها النفوس طربا محاكية الغصون المختالة، وإن لنا فيها لفخرا عظيما بتمجيد ذكرى خير الرسل، إنه النبى الذى عمّت أفضاله كل الوجود كما يعم مطر السحاب الهاطل أطباق الأرض. وللشيخ مدثر همزية اختصر بها السيرة النبوية فى 123 بيتا (?).
هو الشيخ عمر بن عبد الله الأزهرى، من ذرية عقيل بن أبى طالب، ولد سنة 1270 هـ/ 1853 م وتوفى سنة 1333 هـ/1915 م رزق به أبوه الصوفى من أعمال القطارف جنوبى