على غرار مدحة نبوية لابن جابر الأندلسى، أنشدنا منها قطعة فى ترجمته بكتابنا عن الأندلس، ويقول الشيخ الأمين الضرير فى فواتح مدحته (?):
ما للنساء كمثل المصطفى ولد … إذ منه مائدة الأنعام والعقلا
أعرافه المسك والأنفال وافرة … لمن به توبة كى تذهب الوجلا (?)
به ليونس أنس ثم هود هدى … ويوسف حسنه من أجله كملا
والأبيات تذكر بالترتيب سور النساء والمائدة والأنعام فى البيت الأول وسور الأعراف والأنفال والتوبة فى البيت الثانى وسور يونس وهود ويوسف فى البيت الثالث، واسم السورة يلتحم بمعناه فى البيت، والأعراف جمع عرف بمعنى المعروف والأنفال العطايا، وهما اسما السورتين بعد الأنعام، وتتوالى السور بترتيب المصحف. ويختم القصيدة بالصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلم. وللشيخ أبى القاسم أحمد هاشم المترجم له فى شعراء الغزل العذرى مدحة نبوية بديعة يقول فيها (?):
أمحمد ولأنت أكرم مرسل … وأحقّ من بمديحه يتقرّب
أمحمد ما أنت إلا رحمة … وبشارة، لك كلّ خير ينسب
يا بن العوالى الشّمّ من مضر ويا … سرّ الوجود لك الفناء الأرحب
يا سيدى يا خاتم الرسل الكرا … م ومن إليك الملتجا والمهرب
مدحتك آيات الكتاب ونوّهت … بفضائل عن درك غيرك تحجب
كلّ الكمال فأنت غاية حدّه … ما نال ما قد نلته متقرّب
والشيخ أبو القاسم يخاطب الرسول قائلا إنه أحق مرسل يتقرب المسلم بمديحه إلى ربه، وقد أرسله رحمة وبشرى لعباده، وإليه ينسب كل خير، إنه ابن السادة العظام من مضر، وسر الوجود جميعه، وله المجد الأرحب، إنه خاتم الرسل الكرام والملجأ لكل خائف فزع، وقد مدحته آيات القرآن بمثل (وإنك لعلى خلق عظيم) ونوهت له بفضائل دون غيره، إنه عين الكمال وغايته ومنتهاه، ولم ينل أحد من ربه ما نال من فضله. والمدحة بديعة ولم يترجم له صاحب نفثات اليراع ولم ينشد له صاحب شعراء السودان سوى هذه المدحة مع أن له ديوانا جميعه مدائح نبوية باسم «روض الصفا فى مدح المصطفى» كما أسلفنا. وكان يعاصره