صخرة أو صفاة أو حجر لا يلين أبدا. ويذرى الدّمع كأنما يريد أن يسقى روض خدوده، ويقول له قف الدمع لنجنى الورد من روض الخدود البديع. ويقول صالح (?) عبد القادر:
وغزال همت فيه … أسهر العين وناما
ما كفاه الهجر حتى … حرم العين المناما
هو عمدا نكث العه … د ولم يرع الذّماما
لا تلوموا ذا شجون … سنّ للناس الغراما
كلما ناح اشتياقا … علّم النّوح الحماما
وصالح عبد القادر هام بغزال أسهره، وكأنما لم يكفه الهجران، فحرم عينيه النوم، وقد نقض العهد ولم يرع الذمام والميثاق، ويقول لقومه لا تلوموا محبا شرع للناس سنن الحب وكلما ناح اشتياقا وولعا وهياما خيّل إلى سامعه كأنما هو الذى علم الحمام النوح والعويل. ويقول عثمان هاشم متغزلا (?):
يا ظبى هل لأسير لحظك فادى … أم لافكاك له من الأصفاد (?)
جرّدت من لحظيك عضبا فاتكا … وهززته ففتكت بالآساد (?)
نلت المنى فى الحسن أنت ولم أنل … من طيب وصلك بغيتى ومرادى
لولا الحياء لقادنى لك فى الدّجى … شوق أذاب حشاشتى وفؤادى (?)
وهو يسأل صاحبته هل يوجد من يفدى أسيرا لعينيك الجميلتين أم لا خلاص له من أغلال هذا الأسر وقيوده، ويقول: لقد سللت من عينيك سيفا قاطعا، وفتكت بالأسد الشجاع، ولقد نلت فى الحسن كل ما تمنيت، ولم أنل شيبا من طيب وصلك، ولولا حيائى لقادنى إليك فى الليل شوق أذاب منى الحشاشة والفؤاد. ويقول الشيخ محمد سعيد العباسى (?):
بالله يا حلو اللّما … مالك تجفو مغرما (?)
صددت عنى ظالما … أفديك يا من ظلما
هلا ذكرت يا رشا … عيشا تقضّى بالحمى
رفقا بصبّ راح يه … وى طيفك المسلّما
إن شام من نحوكم … برقا أقام مأتما (?)
ويكتم الوجد وكم … يغلبه أن يكتما