ويقول له قف المطىّ ولو لمحة ليتملّى بجمال صاحبته، عسى نيران الحب المشتعلة فى فؤاده تنطفئ، ويسأله الرحمة بمحب ازدحمت فى صدره أسرار الهوى وشجونه. وللشيخ محمد عمر البناء فى صدر مدحة قوله متغزلا (?):
أبدا يؤرّقنى عبير شذاك … ويزيدنى قلقا دوام جفاك
ويردّنى من حالة العقلا إلى … حال الخبال تذلّلى وإباك
ويزيدنا طربا وحسن مسرّة … برق تألق من ضياء سناك
يا ربّة الحسن الذى فتن الورى … أكذا يكون جزاء من يهواك
عذّبتنى بالصّدّ والهجران ما … ذنبى سوى أنى أروم لقاك
والشيخ محمد عمر البناء يقول إنه دائما مؤرّق، يؤرقه طيب عطر صاحبته وانتشاره، ويزيده قلقا وحيرة دوام جفائها، ويكاد يختبل عقله من كثرة تذلله لها وشدة إبائها، وإنه ليسره ويطربه شعاع برق يتألق من ضياء نورها، ويضرع لها قائلا: يا ربّة الحسن الذى فتنت به الناس أهكذا تجزين من يحبك، لقد عذّبتنى بالصد والهجران ولا ذنب لى سوى أنى أريد لقاءك لأروى الظمأ الحار إلى هذا اللقاء. ويلقانا معاصره الشيخ أبو القاسم أحمد هاشم وسنفرد له ترجمة، ويقول الشيخ مجذوب جلال الدين المدرس بالقسم الثانوى بكلية غردون متغزلا (?):
ملك النّهى والملك بعض صفاته … ريم أغنّ يتيه بين لداته (?)
رشأ شدا فزعا لأنى رعته … إذ جئته وفزعت من لفتاته (?)
نشوان من خمر الدّلال حسبته … هاروت كلّ السحر فى لحظاته
وسنان كامل يقظة لكنه … كسر الجفون لكسر قلب دعاته
كسلان أنشط من رأيت إذا أح … سّ بهائم متعشّق لصفاته
ضمّت جوانحه اللطيفة صخرة … هى قلبه هيهات لين صفاته (?)
يا نرجسا يسقى لروض خدوده … كفكف لنجنى الورد من ثمراته
والشيخ مجذوب يقول عن صاحبته إنها ظبى فى صوته غنّة يتيه دلالا وجمالا بين لداته، إنها ظبى لا يزال صغيرا، ترنّم بصوته فزعا لأنه خاف حين رآنى، وذعرت من كثرة لفتاته، وحسبته منتشيا من خمر الدلال كأنه هاروت وكل السحر فى لحظاته. ويرى كأنه وسنان لفتور عينية وهو كامل اليقظة، وكأنما كسر جفونه-كما يقول-لكسر قلوب محبيه، ويظن أن به كسلا وهو أنشط ما يكون إذار أى صبّا عاشقا له، وقد ضم بين جوانحه قلبا كأنه