فى علوم اللغة والنجو والعروض والبلاغة، وفى علوم القراءات والتفسير والحديث والفقه والكلام والتاريخ. ومع كل علم من عشرات هؤلاء الأعلام فى الميادين العلمية أهم كتبه، ومع كل علم ما يصور تطوره فى مختلف العصور،
وكانت اللاتينية منتشرة فى الساحل الشمالى للجزائر قبل الإسلام، وكان الشعب الجزائرى يتكلم البربرية لغة آبائه وقومه، وأخذت العربية تقهر اللغتين فى ألسنة البربر، لأنها لغة دينهم الحنيف، وبدون ريب تعربت المدن الكبيرة منذ القرن الثانى للهجرة، وخاصة المدن الشمالية أما فى الداخل والجبال فيظل يغلب على الناس التخاطب بالبربرية فى حياتهم اليومية. وأتمت الزحفة الأعرابية فى منتصف القرن الخامس الهجرى تعرب الجزائر، والمظنون أن لغة الأعراب الفصيحة أخذت تفسد منذ القرن السابع وأخذ ينشأ شعر شعبى على نحو ما نعرف فى قصة الهلالية، غير أن الشعر الفصيح ظل هو المسيطر، وله الكلمة العليا، وقد أخذ يكثر شعراؤه، وذكرت أعلامهم فى الدول والعصور المختلفة. ثم أخذت أفصّل الحديث عن شعراء المديح وأهمهم على مر الزمن والدول، وترجمت منهم لعبد الكريم النهشلى وعبد الله بن محمد التنوخى (قاضى ميلة) وابن خميس ومحمد بن يوسف القيسى الثغرى التلمسانى والشهاب بن الخلوف ومحمد القوجيلى. وعرضت شعراء الفخر، ومن أعلامه أبو حمو موسى الثانى، وبالمثل شعراء الهجاء، ومن كبار الهجائين بكر بن حماد التاهرتى وسعيد المنداسى، كما عرضت أصحاب الشعر التعليمى ومن أفذاذهم عبد الرحمن الأخضرى ناظم السلم المرونق فى علم المنطق. وتحدثت عن شعراء الغزل على مر العصور وترجمت لأهم أعلامه: محمد بن أحمد الأريسى وابن على، وعرضت شعراء وصف الطبيعة مع الترجمة لإبراهيم بن عبد الجبار الفجيجى التلمسانى وتحليل ملحمته فى الصيد. وتناولت شعراء الرثاء على مر الزمن، وترجمت لعلمه: محمد بن على بن حماد القلعى. وعرضت شعر الزهد والتصوف وترجمت لعلمين هما أبو العيش بن عبد الرحيم الخزرجى وإبراهيم التازى. وتحدثت عن شعراء المدائح النبوية على مر التاريخ الجزائرى، وترجمت لمحمد بن عبد الله العطار، وله ديوان فى المديح النبوى الشريف.
وتحدثت عن الخطب والوصايا فى عهد الدولة الرستمية وفى بجاية وتلمسان مع الإلمام بكتاب واسطة السلوك فى سياسة الملوك، وهو وصية كبيرة قدمها أبو حمو موسى الثانى لابنه: أبى تاشفين. وعرضت الرسائل الديوانية فى عهد الدولة الإباضية والدولة الحمادية ودولة بنى زيان أو بنى عبد الواد فى تلمسان، وبالمثل فى العهد العثمانى، كما عرضت الرسائل الشخصية، وحلّلت رسالة ابن الربيب المشهورة ملاحظا شيوع السجع فى الرسائل الشخصية حتى نهاية العهد العثمانى. ويكتب الأدباء مقامات أشبه برسائل أدبية يتناولون فيها بعض الموضوعات دون أى اهتمام بتقاليد مقامات الهمذانى والحريرى القائمة على الكدية والشحاذة الأدبية.