أشعاره وأشعار ابنه شريح (?) وعبيد (?) بن الابرص. ونرى ابن سلام يسلك معه فى طبقته-وهى الثانية-بشر بن أبى خازم الأسدى وهو مقل، وفى شعره مصنوع كثير (?). وجميع الطبقة الثالثة عند ابن سلام من المخضرمين، أما الطبقة الرابعة فسلك فيها طرفة وعبيدا ومر رأينا فى أشعارهما. ونراه يضم إليهما عدىّ بن زيد العبادى، وأسلفنا الحديث عنه بين أصحاب الديانات السماوية، كما يضم علقمة بن عبدة ويذكر له ثلاث قصائد جياد، ويقول: لا شئ له بعدهن يذكر (?)، وهو يشتهر بإحسانه لوصف الظّليم ونعامته (?). وممن ذكرهم ابن سلام فى الطبقة الخامسة الأسود بن يعفر النّهشلىّ التميمى، ويقول ابن سلام:
«له واحدة طويلة رائعة لاحقة بأجود الشعر لو كان شفعها بمثلها قدمناه على مرتبته (?)». أما الطبقة السادسة فنظم فيها عمرو بن كلثوم والحارث ابن حلّزة وعنترة، وقد عرضنا لهم بالحديث فيما أسلفنا. وجعل الطبقة السابعة لأربعة مقلين هم حصين بن الحمام المرّىّ والمتلمّس (خال طرفة) والمسيّب بن علس (خال الأعشى) وسلامة بن جندل السّعدى التميمى. أما الطبقة الثامنة فنظم فيها عمرو بن قميئة (عم طرفة) وعوف بن عطية بن الخرع، وهما مقلان. وجعل فى الطبقة التاسعة الحادرة أو الحويدرة، وقصيدته (?):
بكرت سميّة بكرة فتمتّع … وغدت غدوّ مفارق لم يربع
من جيد الشعر ومختاره، وليس له وراءها شعر يذكر. أما الطبقة العاشرة فجميعها مخضرمون أو إسلاميون. وأفرد لأصحاب المراثى فصلا، ولكنه لم يسلك بينهم جاهليّا. وتحدث عقب ذلك عن شعراء القرى العربية، وأهمهم أمية ابن أبى الصّلت شاعر الطائف، ومرّ بنا فى حديثنا عن أصحاب الديانات كثرة ما وضع عليه من أشعار. وفى قبيلة عبد القيس بالبحرين شعر جيد، وربما كان خير شعرائها المثقّب العبدى المعاصر للنعمان بن المنذر، وهو يسلك فى المقلين.