السيرة النبوية مثل ابن حزم وابن عبد البر والكلاعى وابن سيد الناس. ومنهم من كتب فى تراجم الأدباء والعلماء من كل صنف. ومنهم من كتب فى الأنساب مثل ابن حزم وفى تراجم الصحابة مثل ابن عبد البر. ومنهم من كتب فى التراجم الأندلسية العامة مثل ابن الفرضى وصاعد والحميدى وابن بشكوال والضبى وابن الأبار والملاحى وابن الزبير وابن الخطيب. ومنهم من كتب فى تراجم الفقهاء والقضاة مثل ابن عبد البر أحمد بن محمد والخشنى والنباهى، ويشتهر فى الترجمة للأطباء ابن جلجل وللغويين والنحاة الزبيدى وللأدباء من شعراء وكتاب ابن دحية والفتح بن خاقان وابن بسام وابن الأبار وابن سعيد وابن الخطيب وابن الأحمر.

وأخذت أبحث بحثا تحليليا تاريخيا فى نشاط الشعر والشعراء موضحا كيف أن أهل الأندلس تمثلوا العربية تمثلا قويا، وشركهم المسيحيون فى هذا التمثل، حتى إن جمهورهم هجر لغته اللاتينية الدارجة، وأصبحت العربية لسانه ومهوى فؤاده وأداة تعبيره عن مشاعره وأفكاره، حتى ليعلن ذلك أحد قساوستهم متحسرا ومتعجبا أشد العجب من هجران الشباب المسيحى للغة وطنه الرومانثية وتمثله للعربية معجبا بها وبأدبها أشد الإعجاب، محاولا بكل ما استطاع أن يتقنها. ويقول القس إن كثيرين من الشباب أتقنوها وكتبوا بها أشعارا ورسائل بديعة. ويشهد لكلامه أننا نجد فعلا بين المسيحيين الإسبان من بلغوا من إتقان العربية والقدرة على التعبير الدقيق بها أن عيّنوا كتّابا فى دواوين الدولة، وبذلك وبأدلة أخرى مؤيدة أضفناها ما ينقض نظرية ريبيرا المفضية إلى أن عرب الأندلس كانوا يستخدمون فى حياتهم اليومية لهجة رومانثية من اللاتينية الدارجة، وما كانت الأندلس بدعا من الأقاليم العربية، فقد ظهرت فيها جميعا عاميات دخلتها فى جميع البلدان العربية ألفاظ من لغاتها الأصلية التى كانت متداولة فيها، وبالمثل كانت تشيع فى الأندلس عامية عربية تسربت إليها ألفاظ من اللاتينية الدارجة على نحو ما حدث فى عامية الشام ومصر وغيرهما من البلدان العربية.

وعاشت الفصحى بجانب هذه العامية الأندلسية العربية معيشة مزدهرة شأنها فى ذلك نفس شأنها وازدهارها فى جميع الأقطار العربية، وتدل على ذلك دلالة بيّنة كثرة الشعراء فى كل بلد بالأندلس حتى فى الريف وبين أهل القرى، وهى كثرة تأخذ فى الاتضاح منذ القرن الثالث الهجرى، وتتسع سعة شديدة فى عصر أمراء الطوائف، إذ تعدّد الأمراء الذين يغدقون عطاياهم على الشعراء. ويظلون يتكاثرون فى اطراد طوال العصور التالية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015